على الرغم من التداعيات التي خلفها زلزال الحوز على جميع القطاعات بالمملكة، اكتسب قطاع السياحة، خلال سنة 2023، زخما جديدا مكنه من تجاوز مختلف التحديات والحفاظ على وتيرة نمو ثابتة، حيث شهد دينامية قوية تعكسها مختلف الإنجازات الإيجابية المسجلة، ما يؤشر على آفاق واعدة في المستقبل.
وتتمثل هذه الدينامية الإيجابية في الارتفاع الكبير في عدد السياح الوافدين إلى 13,2 مليون سائح خلال أحد عشر شهرا فقط، مسجلا بذلك رقما قياسيا يفوق الرقم المسجل سنة 2019 بأكملها والبالغ 12,9 مليون سائح.
وأبرزت وزارة السياحة، أن هذه الدينامية الإيجابية إنما تدل على فعالية المبادرات التي تقوم بها المملكة على مستوى الترويج والنقل الجوي، وكذا جاذبيتها المتزايدة باعتبارها إحدى الوجهات السياحية المفضلة.
رئيسة الفدرالية الوطنية للمطاعم السياحية ونائبة رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة، إيمان الرميلي، أكدت، في هذا السياق، أن آفاق السياحة بالمغرب واعدة جدا، مذكرة أن المملكة تزخر بمؤهلات عديدة ومختلفة، لا سيما تراثها التاريخي الغني وثقافتها المتنوعة ومطبخها ومناخها اللطيف ومواقعها الجغرافية المتنوعة.
وسجلت الرميلي أن المملكة قامت باستثمارات كبرى بهدف تطوير البنية التحتية السياحية، من خلال إقامة فنادق عالية الجودة وتحسين مستوى الخدمات المقدمة.
كما أبرزت أن المغرب انخرط في تعزيز السياحة المستدامة والمسؤولة بيئيا، وهو ما يعد مصدر جذب للمزيد من السياح الواعين بأهمية البعد البيئي، موضحة أن المبادرات الهادفة إلى توسيع العرض السياحي، سيما السياحة البيئية والسياحة الثقافية وسياحة فن الطهي وسياحة المغامرات، تساهم بدورها في استقطاب زبناء من فئات متنوعة.
واعتبرت المتحدثة أن تحسين وتعزيز الربط الجوي يعد عاملا إيجابيا آخر يخدم قطاع السياحة بالمغرب، مشددة على أهمية مواصلة العمل لزيادة الطاقة الاستيعابية للفنادق، والانخراط في الرقمنة وتعزيز القدرة التنافسية للوجهة المغربية بغية ضمان استمرار نمو هذا القطاع الاقتصادي الهام.
وبخصوص تداعيات زلزال الحوز على السياحة، أكدت السيدة الرميلي أن القطاع كان في مأمن نسبيا من آثار الزلزال، مضيفة أن “المغرب، بقيادة جلالة الملك، أثبت للعالم أجمع قدرته على الصمود وتضامنه”.
واختتمت الرميلي حديثها القول: “نحن في عصر السياحة المسؤولة بيئيا، ووفقا لهذه المعايير، سنمضي قدما في إعادة البناء، مما سيساهم بصورة أكبر في تنمية القطاع السياحي”.