بعد إصداره مؤخرا لكتاب “اللغة والمَعرفيّة – دراسات في اكتساب اللغة وتعلمها”، أصدر الكاتب والسيكولوجي الغالي أحرشاو، مؤلفا جديدا بعنوان ” التقويم في علم النفس العصبي المعرفي: من الفحص والتشخيص إلى العلاج والتكفل”، وذلك عن مؤسسة باحثون للدراسات والأبحاث والإستراتيجيات الثقافية.
ويتضمن الكتاب الجديد، الذي جاء مؤلفا من 196 صفحة، مقدمة مطولة وسبعة فصول، تم تخصيص أولها لمفهوم التقويم النفسي العصبي، وثانيها للاضطرابات العصبية النمائية، وثالثها لاضطراب الإعاقة الذهنية، وخامسها لاضطرابات اللغة، وسادسها لاضطراب طيف التوحد، ثم سابعها لاضطراب نقص الانتباه مع أو بدون فرط النشاط.
ويروم المؤلَّفُ معالجة موضوع التقويم النفس العصبي المعرفي، والتنصيص على فكرة قابلية أغلب الاضطرابات النفسية العصبية للتشخيص والعلاج والتكفل؛ وبالتالي التأكيد على أن وظيفة السيكولوجيا في بعدها النفسي العصبي يجب أن تتجسد في إيجاد حلول فعلية للمشاكل والتداعيات المصاحبة لتلك الاضطرابات، خصوصا في ميادين التعلم والعمل والتكيف والاندماج وتجويد الحياة بشكل عام.
ويحاول المؤلف تقديم أجوبة لأسئلة محورية، من قبيل؛ ما المقصود بالتقويم في علم النفس العصبي المعرفي؟ ماهي مقوماته النظرية وإجراءاته المنهجية وأدواته التطبيقية؟ ثثم إلى أي حد يصح القول بقابلية الاضطرابات النفسية العصبية للتشخيص والعلاج والتكفل؟، مؤكدا أن إيجاد الأجوبة لهذه الأسئلة، سيشكل مساهة علمية وازنة، ستُثمِرُ نتائجُها أساليب وممارسات جد إيجابية، بالنسبة لمختلف الأطراف المتخصصة والمهتمة بتقويم الاضطرابات النفسية العصبية.
وعمل أحرشاو من خلال هذا الإصدار على معالجة إشكالية التقويم النفسي العصبي من خلال الاعتماد على مقاربة سيكومعرفية تجمع بين البعدين النفسي – القياسي والعصبي – الإكلينيكي، قوامها التناول بالعرض والتحليل والنقاش مجموعة من المفاهيم والاضطرابات والأعراض والأدوات التي تنفتح عليها هذه الإشكالية، وفي مقدمتها التقويم النفسي العصبي من حيث المفهوم والمقاربة والخصائص والأدوات، والاضطرابات العصبية النمائية في مفاهيمها وتعاريفها وأصنافها، واضطرابات الإعاقة الذهنية واللغة والتواصل من حيث معايير وخصائص تشخيصها، ثم اضطرابات عسر الكلام والقراءة والكتابة والحساب والتوحد ونقص الانتباه كأمثلة تطبيقية قوامها الأجرأة والتوضيح.
ويرى الغالي أحرشاو أن القارئ العادي والباحث المتخصص المهتم، فحصا وقياسا وتشخيصا وعلاجا وتكفّلا، بالاضطرابات النفسية العصبية في علاقاتها بصعوبات التعامل مع مجموعة من المهام والأنشطة وفي مقدمتها التعلم المدرسي والتكيف الاجتماعي ثم الاندماج المهني، سيجد في هذا المؤلف مرجعا غنيا نسبيا بالمعارف والمعطيات والحقائق التي تستجيب لبعض مطامحه وانتظاراته، وتنير بشكل من الأشكال أغلب الاستفسارات والاستفهامات التي كثيرا ما راودته واستشكل عليه أمر إيجاد أجوبة وحلول مقنعة عنها ولها.
متابعة: علاء البكري