أكدت مخرجات أشغال ندوة وطنية حول موضوع “الزليج التقليدي والقفطان المغربيين”، مطلع الأسبوع بالرباط، أن المملكة المغربية ساهمت منذ قرون في الحفاظ على أصالة هذا الموروث الثقافي البديع.
وتروم هذه الندوة، التي نظمتها غرفة الصناعة التقليدية لجهة الرباط-سلا-القنيطرة بشراكة مع نادي التراث والفنون وبتعاون مع منظمة اليونسكو بالمغرب، إلقاء الضوء على موروث الزليج التقليدي والقفطان المغربي باعتباره تراثا فنيا ونفعيا وثقافيا، يشكل رمزا من رموز الهوية الحضارية المغربية.
وفي هذا السياق، صرح رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، عبد الرحيم الزمزامي، أن موضوع هذه الندوة يكتسي أهمية بالغة بالنظر إلى كونه يهم الوطن بوجه عام، والصانع التقليدي على وجه الخصوص، مبرزا أن الهدف الأساسي منها هو تسليط الضوء على التراث المغربي العريق الغني بمختلف مكوناته، لما يمتد على 12 قرنا من الزمن.
وذكر الزمزامي بالاحترام الذي تكنه المملكة المغربية لعمل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) ومهامها المتعلقة بحماية الموروثات الثقافية لمختلف دول المعمور، مؤكدا أن أشغال هذه الندوة ستتوج بتوصيات سترفع إلى نظر هذه المنظمة.
من جهته، أبرز رئيس قسم جرد وتوثيق التراث بوزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، عبد السلام أمارير، أن الزليج والقفطان يشكلان عنصرين أساسيين في التراث الثقافي اللامادي المغربي، مذكرا بالامتداد التاريخي لهذين المكونين التراثيين المغربيين.
وشدد أمارير على أن الزليج “منتوج مغربي خالص وثمرة لتراكم خبرات ترجع لقرون طويلة”، مضيفا أن الأمر نفسه ينطبق على القفطان المغربي، مبرزا أن “تصميم القفطان كزي أو لباس هو في الأصل مغربي”.
وأشار إلى أن الزليج والقفطان المغربيين لا يوجدان في المتاحف والمواقع الأثرية فقط، وإنما هما بمثابة عناصر حية يشتغل على إنجازها الحرفيون إلى غاية اليوم، وذلك بوظائف ذات أبعاد سوسيو اقتصادية ورمزية وثقافية ترمز إلى أصالة الهوية المغربية.
وخلص أمارير إلى أن التراث المغربي، بما في ذلك الزليج والقفطان، هو إرث مشترك، يتطلب تضافر جهود جميع الفعاليات والجهات المعنية من أجل الحفاظ عليه والنهوض به.
هذا، وعرفت فعاليات هذه الندوة تقديم عروض علمية وتقنية من طرف أساتذة وخبراء وصناع تقليديين يتمتعون بتجربة طويلة على المستويين الحرفي والتراثي.