تشارك شامة، وهي أول امرأة آلية (امرأة روبوت) مغربية 100%، في حملة 16 يوما من النشاط لمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي، وهي الحملة التي أطلقها صندوق الأمم المتحدة للسكان يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وتستمر إلى 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
يقول صندوق الأمم المتحدة للسكان بالمغرب إنه يعمل في هذه السابقة العالمية مع جامعة القاضي عياض بمراكش لاستكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي في مكافحة أشكال التمييز ضد النساء والفتيات.
تعبئة ضد العنف
وأطلق القائمون على الحملة شريط فيديو تدعو فيه شامة المجتمع للتعبئة ضد العنف وتدعم النساء في مواجهة كل أشكال التميز، ونُشر الفيديو على المنصات الرقمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان.
ودُعي صناع القرار والشركاء وقادة الرأي وشخصيات أخرى للانضمام إلى شامة من خلال الحملة الرقمية “JoinSHAMA#”، للإقرار بعدم التسامح مع العنف والممارسات التي تؤذي النساء والفتيات.
وفي بيان صدر بالمناسبة، أشار الصندوق إلى أن انتشار العنف القائم على النوع في المغرب لا يزال مقلقا، ووفقا لأحدث البيانات، أبلغت امرأة من كل اثنتين عن تعرضها لشكل من أشكال العنف.
وتعتبر الفتيات أكثر هشاشة أمام العنف، ففي 2018 تم تقديم 32 ألفا و104 طلبات لزواج أطفال، 95% منها كانت لفتيات. وقُبلت غالبية هذه الطلبات بنسبة 85% في الفترة الممتدة من 2011 إلى 2018.
شامة وهاجر
وتقف خلف ابتكار روبوت شامة المغربية الباحثة في الذكاء الاصطناعي والأستاذة الجامعية هاجر مُصنيف، وهي أيضا منسقة ماجستير الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات بكلية العلوم بالسملالية التابعة لجامعة القاضي عياض.
تقول هاجر للجزيرة نت إنها اشتغلت مع الطلبة على مشاريع متفرقة تتعلق بخوارزميات تتيح تحليل تعابير الوجه والتعرف على المحيط، ثم فكرت قبل سنتين في تجميع كل تلك الأفكار في مشروع واحد وكانت النتيجة صناعة روبوت.
وتستطيع شامة حاليا التعرف على الأشياء المحيطة بها وتمييز الأحاسيس من خلال تعابير الوجه، كما يمكنها الإجابة على عدد من أسئلة الثقافة العامة باللغة العربية.
مناهضة التمييز بين الرجال والنساء
رسالة هاجر من خلال شامة ليست مناهضة العنف فقط، بل أيضا مناهضة التمييز بين الرجال والنساء في مجال العلوم، وتشجيع الفتيات على اقتحام التخصصات العلمية في الجامعات، وجذبهن للاهتمام بمجال الذكاء الاصطناعي الذي يحتكره الرجال، بحسب تعبير الباحثة مصنيف.
وتضيف أن مشاركتها مع الروبوت شامة في هذه الحملة من شأنها “إلهام النساء والفتيات وسيدفعهن للتفكير في دراسة هذا التخصص”. اعلان
والذكاء الاصطناعي بالنسبة لهاجر هو المستقبل الذي ينبغي أن تستثمر فيه الدول في العشر سنوات القادمة قبل أن تجد نفسها خارج التاريخ وفي المقاعد الخلفية، كما أنه فرصة ثمينة للمغرب كي يأخذ موقعه على المستوى العالمي في هذا المجال، خاصة وأنه لا يتطلب أدوات وإمكانيات ضخمة بل فقط عقولا بشرية، وهي متوفرة في الجامعات.
شغف منذ الطفولة
ويرجع شغف هاجر مصنيف بالابتكار إلى مرحلة الطفولة، حيث تعود بذاكرتها سنوات إلى الوراء، وتحكي للجزيرة نت كيف كان يدفعها الفضول وحبها للاستكشاف لفك الألعاب وإعادة تركيبها، مما دفعها للتخصص في الجامعة في الإعلاميات.
وحصلت عام 2005 على دبلوم الدولة في الهندسة من معهد البريد والمواصلات، ثم دكتوراه في المعلوميات من جامعة القاضي عياض.
تقول إنها عندما تقدمت لاجتياز امتحان الولوج للمعهد كانت الوحيدة ضمن 200 طالب، وعندما تخصصت في الذكاء الصناعي كان العدد أقل. وتعزو ضعف الحضور النسائي إلى غياب التوجيه أو لارتهان النساء لاختيارات دراسية نمطية أو عدم المعرفة، لذلك ترى أن من واجبها إبراز العمل الذي تقوم به والابتكارات التي اشتغلت عليها للفت انتباه الفتيات لهذا المجال الدراسي.
براءات اختراع وجوائز دولية
وفي مسارها العلمي، حازت هاجر على براءتي اختراع، الأولى عن “نظام محيطي للتغذية الراجعة وتقييم تعلم الطلبة”، والثانية عن “تقديم محتوى مخصص يعتمد على التعرف على المشاعر عبر الأجهزة المحمولة”.
وحصلت على مجموعة من الجوائز الدولية، من بينها منحة برنامج لوريال-اليونسكو من أجل النساء والعلم عن موضوع “المعطيات الكبرى والذكاء الانفعالي الاصطناعي من خلال التكنولوجيات المحمولة”، وجائزة التميز “إيمرود ليتيراتي”، وفازت مؤخرا بجائزة “ويمن تيك” الدولية ضمن فئة “الذكاء الاصطناعي الشامل والمندمج”، وتكرم هذه الجائزة النساء اللائي يحققن إشعاعا دوليا في مجال التكنولوجيات المتقدمة.
-المصدر الجزيرة.