“شرقيات 2023”.. تسليط الضوء على إمكانات وجاذبية جهة الشرق
شهدت جهة الشرق، خلال سنة 2023، العديد من الأنشطة والفعاليات التي تبرز إمكانات الجهة ومؤهلاتها، كانت أبرزها تظاهرة “شرقيات 2023” التي نظمت، تحت شعار “20 سنة من الاستثمارات من أجل تنمية مستدامة” احتفاء بمرور 20 سنة على إطلاق المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق (18 مارس 2023).
وسلط هذا الحدث البارز، الذي احتضنته مدينة وجدة شهر مارس المنصرم، وضم مختلف الفاعلين وصناع القرار من عوالم السياسة والاقتصاد، محليا وطنيا ودوليا، الضوء على التحول المتواصل الذي تشهده جهة الشرق بفضل استراتيجية تنموية غير مسبوقة من حيث حجمها وبعدها التكاملي.
وتهدف تظاهرة “شرقيات”، المنظمة بشراكة بين ولاية جهة الشرق، ومجلس جهة الشرق، والمركز الجهوي للاستثمار لجهة الشرق، ووكالة تنمية جهة الشرق، إلى الارتقاء بهذه الجهة، التي يمكن اعتبارها من الآن فصاعدا رافعة للاقتصاد الوطني.
وفي هذا السياق، أكد والي جهة الشرق، معاذ الجامعي، أن المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق جعلت من المنطقة قطبا تنمويا واعدا ومجالا مشجعا لاستقطاب الاستثمارات، مذكرا أن الخطاب الملكي السامي ل 18 مارس 2003، الذي أطلق المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق، رسم خارطة الطريق من أجل إقلاع تنموي للجهة، تمثلت أساسا في تكوين العنصر البشري، والاستثمار والبنيات التحتية والمشاريع الاقتصادية الكبرى.
بدوره، أشار الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية محسن الجزولي، إلى أن جهة الشرق تفرض نفسها كنموذج لقوة جهوية، لما تتوفر عليه من بنية تحتية ترقى إلى أفضل المعايير الدولية، موضحا أن الجهة تتوفر على ثالث شبكة طرق بالمغرب، تؤمن ربطا لوجستيكيا نموذجيا، مضيفا أن مطاراتها الثلاثة، وفي مقدمتها مطار وجدة – أنجاد، تجعلها منفتحة على العالم وتتيح لها الحفاظ على روابط قوية مع جاليتها من المغاربة المقيمين بالخارج.
وأكد الوزير أن ميناء الناظور غرب المتوسط، سيعزز الإمكانات الجيو-استراتيجية للمنطقة التي ستصبح، بفضل توفرها على شريط ساحلي يناهز 200 كلم، بالتأكيد مركزا متوسطيا، مشيرا إلى أن أغلب ساكنة المنطقة هم من الشباب ذوي المؤهلات العالية.
وفي القطاع السياحي، ذكر الجزولي بمنتجع السعيدية السياحي وبحيرة “مارتشيكا”، التي تقدم عرضا فندقيا متطورا لإبراز الرأسمال اللامادي والتاريخي للجهة، مبرزا أيضا أن آفاق الطاقة الخضراء هي واعدة وذلك بفضل موارد الطاقة المتجددة الكبيرة، والتي تستأثر باهتمام المستثمرين.
من جهته، أكد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، أن جهة الشرق تتوفر على كل الإمكانات لتكون محركا للنمو الوطني، ولها فرص كبيرة للتنمية في المستقبل ستتطلب دفعة قوية لإطلاق دينامية صناعية جديدة بالمنطقة، مشيرا إلى أنه سيتم إطلاق 110 مشاريع صناعية بالجهة بغلاف مالي إجمالي قدره 18 مليار درهم، لخلق 40 ألف فرصة شغل مباشرة وغير مباشرة.
وفي هذا الإطار، أشار مزور إلى أن الجهة ستكون بها 8 مناطق صناعية وذلك من أجل تحريك الدينامية الصناعية بها، لتكون جهة الشرق قد ضمنت جني ثمار الاستثمارات المنجزة في سنة 2023، من خلال المؤشرات الأولى للتحسن الملموس خاصة في قطاع الأسلاك الكهربائية “الكابلاج”.
وهكذا، فإن مجموعة “أبتيف” (APTIV) للسيارات متعددة الجنسيات، قامت في مارس الماضي، بتدشين أول مصنع لها بالقطب التكنولوجي لوجدة، والذي يعتبر الوحدة الإنتاجية السابعة والمعمل العاشر لمجموعة أبتيف بالمغرب، والذي سيخلق أكثر من 3000 منصب شغل مباشر.
وبخصوص تعزيز الرأسمال البشري، تعمل الجهة على تعزيز تكوين الموارد البشرية للاستجابة لمتطلبات سوق الشغل، من خلال إنشاء مراكز للتكوين، حيث أنه من بين 22 مركزا مبرمجا، يتم حاليا استغلال 14 مركزا فيما يجري استكمال إنجاز 6 مراكز.
أما القطاع الفلاحي، فإن الجهة تضم 889 ألف و450 هكتارا من الأراضي الصالحة للزراعة، 16 بالمئة منها مسقية، كما أن هذا القطاع يواجه عدة تحديات تعزى، أساسا، إلى آثار الجفاف. وفي هذا الإطار، اتخذت العديد من الإجراءات منها بالأساس، تعزيز أنظمة الري، وتطوير تصدير الحمضيات والخضر، فضلا عن استراتيجية “الجيل الأخضر”.
كما استفادت الجهة أيضا من استثمارات بلغ مجموعها 10 مليارات درهم في القطاع الفلاحي، خصت المشاريع الفلاحية التضامنية، ومشاريع السقي، وكذا التهيئة الهيدرو فلاحية.
يضاف إلى ذلك البنية التحتية المائية، حيث تتوفر الجهة على 24 سدا كبيرا و22 سدا صغيرا، علاوة على سدود أخرى في طور الإنجاز في كرسيف والدريوش وتاوريرت وفجيج.
نشير إلى أن هذه الفعاليات تميزت بحضور وفود من بلدان إفريقية، منها كبوركينا فاصو، والكاميرون، والكونغو، وجزر القمر، وكوت ديفوار، ومالي، والنيجر، وموريتانيا، ومدغشقر، والسينغال.