خلال مونديال قطر 2022، يمكن للحاضر كما يمكن للمتابع عبر التلفاز، أن يرى – وبشكل واضح – العلم الفلسطيني يرفرف في كل مكان، ويسمع هتافات الجماهير القطرية والعربية بصوت واحد “قطر وفلسطين يدٌ واحدة، وبالروح بالدم نفديك يا فلسطين”. كما ردد بعض الحاضرين قسَم حماية الأقصى.
في أول مونديال ينظم على أرض عربية، تابعنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك، يوتيوب، تيك توك، إنستغرام…)، كيف كان يمنع رفع العلم الإسرائيلي الغاشم لأكثر من مرة من طرف المشجعين العرب، وشاهدنا كيف كان المشجع العربي يمتنع ويرفض الحديث مع وسائلإعلام الاحتلال الغاشم، هذا ما دفع الإسرائيليين إلى تجنب إظهار ما يدلّ على هويّتهم خلال تواجدهم في دولة لا تقيم علاقات دبلوماسية مع بلدهم بناءً على نصيحة من سلطاتهم.
وتفاديا للوقوع في شرك الحديث لوسائل الإعلام الإسرائيلية،أضحى الكثير من المشجعين العرب يصرون على التأكّد من هوية المحطات الإعلامية التي تطلب منهم الإدلاء بتصريحات قبل الظهور على شاشاتها، رافضين إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ويوضح فيديو انتشر عبر اليوتيوب، رفض تاجر قطري شاب إجراء مقابلة مع القناة الإسرائلية العامة، بينما أظهر مقطع آخر امتناع مشجع سعودي في نهاية الأسبوع قرب ملعب المدينة التعليمية في الدوحة، الردّ على سؤال لمراسل قناة “كان” الإسرائيلية مواف فاردي، وصاح فيه بالإنجليزية “ليس هناك إسرائيل، هناك فلسطين فقط”، وتابع “ليس مرحبا بك هنا”.
وأكدالمراسل الإسرائلي فاردي لوكالة الأنباء الفرنسية أنهم يجدون صعوبة بالغة في العمل في قطر، مضيفا بأن الأمر مفهوم. فيما حكى الصحفي الإسرائيلي دور هوفمان عن يوم من ايام وجوده في قطر قائلا: “هذا اليوم كان سيئا… طلبنا سيارة الأجرة، وحين عرف السائق أننا إسرائيليون، أنزلنا في الشارع ورفض أخذ الأجرة، وقال إننا نقتل إخوته. بعد ذلك ذهبنا إلى أحد المطاعم لتصوير المشجعين، لكن المالك بمجرد أن عرف بأننا من إسرائيل أرسل لنا حراس الأمن ليطردونا، وأحدهم أخذ هاتفي وطلب مني حذف الصور التي التقطتها”. مونديال قطر فلسطين
وأعرب العديد من المراسلين الإسرائيليين عن دهشتهم من أنّ عدداً ممن رفضوا الحديث معهم ينتمون لدول عربية وقّعت بالفعل اتفاقات تطبيع مع إسرائيل، وأكدوا أنه من خلال مونديال قطر أدركوا جيدا أن أن الكراهية لإسرائيل ليست من الحكام والأنظمة والحكومات وإنما من الشعوب والناس والجماهير.
وفيما يضع مشجعو الدول المشاركة أعلام بلادهم على أكتفاهم، يطغى العلم الفلسطيني الذي يحمله عشرات الفلسطينيين والقطريين والعرب، وهو أبرز علم لدولة غائبة عن النهائيات. كما ارتدى منظمون قطريون ومشجعون شارة عليها رسم الكوفية خلال مباراة ألمانيا واليابان.
ويرى فلسطينيون أن البطولة المقامة للمرة الأولى في دولة عربية هي فرصة ذهبية بالفعل لتعريف العالم بقضيتهم، ويشار إلى أنّ أكثر من 250 ألف فلسطيني يعيشون في قطر التي تعدّ نحو ثلاثة ملايين نسمة، بحسب إحصاءات رسمية.
ورغم كل ذلك فقد أكد الدبلوماسي الإسرائيلي ألون ليفي المكلّف برعاية المشجّعين الإسرائيليين بقطر، على وجود عشرات المشجعين الإسرائيليين الآن في الدوحة، متوقّعا توافد ما يصل إلى 10 آلاف آخرين، بالإضافة إلى “سبعة أطقم إعلامية” إسرائيلية. وقال أحد المشجّعين الإسرائيليين إنّه “رابع كأس عالم، لكنها المرة الأولى التي أضطر فيها لعدم حمل علم إسرائيل معي”. وأضاف”أشعر أنني أتابع كأس العالم بالخفاء. الأجواء عدائية نحونا”.