في وقت تسجل فيه الهند أسوأ كوارثها مع استمرار كورونا بفتك ضحاياه، تاركاً نظام الرعاية الصحية في ورطة كبيرة، تسجل البلاد مآسي إنسانية أخرى يوما بعد يوم.
فقد انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، يظهر عائلة تتعرض لأصعب مواقف حياتها، بعدما توفيت الأم بسبب الوباء، ولم يجدوا سيارة إسعاف تنقل جثتها ما اضطر ابنها لنقلها عبر دراجة إلى مكان حرق الجثث.
وشارك الدكتور إريك فيجل دينغ الفيديو بتغريدة عبر حسابه في تويتر، موضحاً أن ابن الضحية وزوج ابنتها لم يجدا حلاً إلا بنقل الأم من بلدة كاسبوغا في منطقة سريكاكولام بولاية أندرا براديش، وهي إحدى الولايات الخمس الأكثر تضررا في الهند عبر دراجة نارية لمكان الدفن.
وأوضحت المعلومات أن المرأة المتوفاة تبلغ من العمر 50 عاماً، وظهرت عليها أعراض كورونا قبل وفاتها، فنقلها ذووها إلى مستشفى خاص يوم الاثنين الماضي لفحصها، وهناك تم اكتشاف أن مستوى الأكسجين لديها منخفض.
وفي حادثة مماثلة، ظهر شخص آخر يحمل جثة والده بعربة خشبية إلى مكان الدفن لعدم توافر سيارات إسعاف.
طفرات جديدة
يشار إلى أن مسؤولي الصحة العامة كانوا رصدوا ظهور طفرات يمكن أن تجعل الفيروس ينتشر بشكل أكبر وأكثر عدوى، أو يمكن أن يتسبب في مرض خطير.
ويعتقد العلماء أن متغيرات SARS-CoV-2 المسؤولة عن هذه الموجة الثانية من الحالات في الهند تتضمن طفرتين على الأقل تجعلهما أكثر خطورة، إلا أن هذه الطفرات مألوفة بالفعل لخبراء كوفيد-19 وقد تم العثور على إحداهما في متغير، جرى تحديده لأول مرة في جنوب إفريقيا، بينما الآخر جزء من متغير يعتقد أنه ظهر في ولاية كاليفورنيا الأميركية، مشيرين إلى أن هاتين الطفرتين قد تجعل من السهل على الفيروس إصابة الخلايا البشرية وتجنب الحماية التي توفرها الخلايا المناعية، مثل الأجسام المضادة.
ووفقا لأحدث البيانات من قاعدة بيانات الجينوم العامة GISAID، تحتوي 38% من العينات المتسلسلة وراثيا من الهند التي تم جمعها في مارس على الطفرتين وقد أطلق العلماء على هذا النوع B.1.617 البديل.
وقال سوميت تشاندا، مدير برنامج المناعة ومسببات الأمراض في معهد سانفورد بورنهام بريبيس للاكتشاف الطبي في سان دييغو- كاليفورنيا، إنه بعد الموجة الأولى من كورونا في الهند في ربيع عام 2020، أغلق مسؤولو الصحة البلاد، لكن اتضح أن الأشخاص المصابين بكورونا لم يمرضوا، كما أن معدل الوفيات كان منخفضا، وقد أدى ذلك إلى قيام نسبة من السكان بتطوير مستوى معين من المناعة الطبيعية ضد الفيروس، لكن هذه النسبة لم تكن كافية لتوفير مناعة القطيع، لذلك عندما تم رفع القيود في مايو 2020 وبدأ الناس في التجمع مرة أخرى، خُلقت الظروف المثالية لتحور الفيروس.
وأضاف أنه من المحتمل أن الطفرات تطورت بسبب التكاثر المفرط الذي يحدث جراء العدوى المتزايدة في الهند، مشيرا إلى أنه مع إصابة كل شخص جديد بالفيروس، هناك فرصة جديدة لنسخ الجينوم، وعندها يرتكب الفيروس أخطاء بشكل متكرر، وتنتهي هذه الأخطاء أحيانا بجعل الفيروس أقوى.
200 ألف وفاة
إلى ذلك، تجاوز إجمالي عدد الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا في الهند حاجز الـ200 ألف، مع عدم ظهور أي علامة على تراجع الضغط على العديد من المستشفيات وسط الموجة الجديدة من التفشي.
كما يعتقد أن العدد الحقيقي للوفيات أكبر بكثير من المحصلة الرسمية، مع عدم تسجيل العديد من الوفيات رسميا، فيما لا تزال إمدادات الأكسجين منخفضة للغاية في جميع أنحاء البلاد.
وتعمل محارق الجثث بلا توقف، حتى أن مواقف السيارات تحولت إلى محارق مؤقتة.
المصدر العربية