تحت شعار “ترشيد استهلاك المياه وحماية البيئة”، يستضيف متحف محمد السادس لحضارة الماء بمراكش، إلى غاية 13 دجنبر الجاري، معرضا فنيا جماعيا دوليا.
وتندرج هذه التظاهرة الفنية، التي تنظمها جمعية زهور للإبداع والثقافة والتنمية بالتعاون مع شركائها، في إطار الاحتفاء بذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال، وتضامنا مع ضحايا زلزال الحوز.
وتهدف هذه الفعالية، التي تسلط الضوء على روح التضامن التي أبان عنها المغاربة إبان زلزال 8 شتنبر الماضي، إلى النهوض بتبادل الأفكار والتجارب بين الفنانين المشاركين والجمهور، واكتشاف أحدث الأعمال بمختلف تجلياتها وألوانها.
في هذا السياق، صرحت رئيسة الجمعية، والمديرة الفنية لهذا المعرض، زهراء الحنصالي، أن هذه التظاهرة الثقافية تتضمن 82 لوحة فنية تمثل مختلف المدارس التشكيلية، وتجسد الالتزام المواطن للفنانين وتعبئتهم لفائدة الدفاع عن القيم الكونية.
وسلطت الفنانة التشكيلية الضوء على الدور الهام للفنون التشكيلية في مجال التربية الفنية، وصقل مواهب الأطفال، وتحفيز الإبداع الأشخاص عموما، مشيرة إلى أن برنامج هذه التظاهرة الفنية يتضمن مجموعة من الأنشطة لفائدة الأطفال، إلى جانب ورشات الرسم والخط العربي وفن الحكي بغية تحفيز روح الإبداع.
كما لفتت إلى أن برنامج هذا الحدث الفني المتميز يشمل أيضا ورشات من تنشيط الفنانين المشاركين، حيث سيتم تسليط الضوء على ترشيد استهلاك المياه، فضلا عن ندوة تفاعلية حول موضوع “التراث المائي كرهان استراتيجي للتنمية”، مشيرة إلى أن عائدات بيع اللوحات المعروضة ستمنح للأسر المتضررة من زلزال الحوز.
بدوره، عبر الفنان التشكيلي رشيد حسين الإدريسي، عن سعادته بالمشاركة في هذا المعرض الذي يتميز بمشاركة ثلة من الفنانين المغاربة والأجانب، مؤكدا أن هذه التظاهرة تشكل فضاء ملائما لتبادل التجارب والأفكار، خاصة وأن اللوحات المعروضة تبرز جميع مدارس الفنون التشكيلية، لا سيما التجريدية والسريالية والانطباعية.
ولفت الإدريسي إلى مشاركته في هذا المعرض بلوحة تندرج ضمن الفن التجريدي، محملة بمجموعة من الألوان للتعبير على مشاعر وأحاسيس الفنان قبل وأثناء الاشتغال على إنجاز اللوحات الفنية.
جدير بالذكر أن متحف محمد السادس لحضارة الماء يقع في مدينة مراكش، وهو مخصص للمياه والتقنيات الهيدروليكية في المغرب، افتتح المتحف في 5 يناير 2017 بحضور سمو ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وفتح أبوابه للزائرين في شهر ماي من نفس العام.
ويعد متحف محمد السادس لحضارة الماء، أول معلمة متحفية متخصصة في تاريخ وحضارة الماء بالمغرب، من شأنه الإسهام في ترسيخ الوعي بقيمة الماء وتغيير نظرة الناس إليه، وكيفية التعامل معه، وإدراك قيمته النابعة من عراقة أساليب جلبه وتسييره وتوزيعه بالمدن العتيقة، وكذا بالبوادي، عبر تقنيات بالغة في الدقة والتنظيم المحكم على مدى تاريخ طويل من حضارة المغرب.
كما يبرز هذا المتحف، المنجز من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على مساحة إجمالية تصل إلى 20 ألف متر مربع، آثار عبقرية المغاربة انطلاقا من التعريف بالدور التاريخي للأوقاف في تدبير الماء.