مليكة ماء العينين، المخرجة ومنتجة الأفلام الوثائقية، أول إمرأة بالأقاليم الجنوبية للمملكة تدخل غمار الإنتاج والإخراج السينمائي، وتحصل على البطاقة المهنية للإخراج السينمائي.
لقد تمكنت السيدة ماء العينين، المزدادة بمدينة كلميم، من تحقيق نجاح متسلسل خطوة بخطوة، حيث انطلقت في بداية مشوارها الفني في مجال الإعلامA السمعي البصري كصحفية، ثم مراسلة، وتقنية في المونطاج، فمنتجة ومخرجة لعدد من البرامج التلفزية، والوثائقية الخاصة بها، ولعدد من شركات الإنتاج السمعي البصري والإعلام .
في هذا الشأن، أوضحت ماء العينين، أن شغفها بالسينما والإنتاج تكشف في مقر التلفزة الجهوية بالعيون، كتقنية في المونطاج، وكذا من خلال التكوينات والتداريب التي وفرها “مختبر الصحراء” ” Sahara Lab ” ، والتي شكلت فرصة للمبدعين في الجهات الجنوبية من الاستفادة من الدورات التدريبية في مختلف مهن الإنتاج السينمائي.
وكما لو أن قوتها الإبداعية المتنوعة تنتظر محفزا ، فقد تلقت السيدة ماء العينين دعما من مهنيين مغاربة وأجانب مشهورين، بمن فيهم المخرج حكيم بلعباس والناقد السينمائي حمادي غروم والمنتج الأمريكي دان سميث.
وأبرزت أنه في البداية،كان يبدو الأمر مستحيلا بالنسبة لها، لأنها كانتتخشى الوقوف أمام الكاميرا، لكن بعد تجارب عديدة ، تغلبت على كل الصعوبات بفضل المثابرة وحب المهنة ”، مشيرة إلى أنه بعد ذلك تمكنت من إدارة الطاقم التقني والفني والممثلين .
وأشارت إلى أن ” الأقاليم الجنوبية تزخر بالتقاليد الحسانية مما حفزني على المساهمة في الحفاظ على هذا التراث وإبرازه بالصوت والصورة”، مشيرة إلى أن الفضاء الصحراوي يشكل مساحة حقيقية للرقي بمستوى الإنتاج السينمائي.
هذا، وتمكنت السيدة ماء العينين من تحقيق نجاحات في العديد من المحطات ، وعززت مسارها بمراكمة خبرات في مجالات متنوعة منها ، مديرة تصوير وتقنية في المونطاج، وكاتبة سيناريو للعديد من شركات الإنتاج ، وكذلك مكلفة بإدارة إنتاج برامج قناة العيون.
وحرصا منها على إثراء وإغناء الساحة الفنية على المستويين الجهوي والوطني، ومن أجل المساهمة في الترويج للثقافة الحسانية والتراث المادي واللامادي للأقاليم الجنوبية للمملكة ، أنتجت السيدة ماء العينين ، وأخرجت أفلاما وثائقية لحسابها الخاص بدعم من المركز السينمائي المغربي منها على الخصوص “سيدة الكارة” (2022)، و”بيت الشعر” (2022)، و” سنابك الخيل” (2020)، و”عين أبربور ” (2019) .
كما أخرجت الفيلم الوثائقي الطويل “زهو الدنيا فشقاها ”، سنة 2018 ، والذي حصل في نفس السنة على جائزة أفضل موسيقى عندما تم تقديمه لأول مرة في مهرجان الأفلام الوثائقية عن الثقافة والتاريخ والفضاء الصحراوي الحساني بالعيون.
وتم مؤخرا تعيينها كعضو لجنة التحكيم الدولية في الدورة التاسعة لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير الذي أقيم في الفترة من 16 إلى 21 فبراير، إلى جانب المخرجة المصرية ساندرا ناشات، والناقد الإيطالي ماسيمو لوسي.
يذكر أن ماء العينين، تابعت دراستها الابتدائية والثانوية بكلميم، حيث حصلت على البكالوريا في الآداب العصرية سنة 2000، بعده نالت الإجازة في الأدب العربي سنة 2003 بجامعة ابن زهر بأكادير.
شغفها بالفن السابع في وقت مبكر، دفعها لمغادرة أكادير سنة 2015 متوجهة نحو مدينة بن سليمان لمواصلة دراستها وتكوينها في المعهد المتخصص في السمعي البصري، ثم تابعت دراستها بعد ذلك بالمركز السينمائي المغربي سنة 2016 ، حيث حصلت على بطاقتها المهنية كتقنية في المونطاج، وبعد سنتين كمخرجة.