هجرة غير شرعية: طفلة تعود من إيطاليا إلى حضن أهلها في تونس
عادت اليوم إلى أحضان أهلها في تونس طفلة تبلغ الرابعة من عمرها كانت قد وصلت بداية أكتوبر الماضي إلى السواحل الإيطالية، في عملية هجرة غير شرعية.
وفي بيانها بهذا الخصوص، أوضحت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن التونسية أن المندوب العام لحماية الطفولة رافق ظهر اليوم طفلة الأربع سنوات في رحلة عودتها من إيطاليا إلى أرض الوطن، وتولى تسليمها إلى أسرتها حال وصولها إلى مطار تونس قرطاج الدولي.
وفي التفاصيل، كان من المفترض أن تشارك العائلةُ المؤلفة من الأب والأمّ وابنتيهما في رحلة الهجرة غير الشرعية التي انطلقت من منطقة صيّادة الساحلية شرق تونس، لكن الأب سلّم طفلته ذات الأربع سنوات لأحد المهربين على متن القارب وعاد ليساعد زوجته وابنته الأخرى، غير أن القارب أبحر ووصل الى جزيرة لامبيدوزا وعلى متنه الصغيرة دون أقارب.
هذا الإجراء يأتي بعد أن أصدر القضاء الإيطالي، الاثنين الماضي، حكما يقضي بالإذن للمندوب العام لحماية الطفولة بتونس بتسلّم الطفلة الذي يعمل والداها بائعين متجولين على الساحل التونسي، ودفعا 24 ألف دينار، أي ما يصل إلى 7500 يورو، للمهرّب في مقابل المشاركة في عملية العبور، وفقا لوزارة الداخلية التونسية.
ومن جهة أخرى، أظهرت إحصائيات المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية للهجرة غير الشرعية، أنه منذ مطلع العام الحالي وحتى غشت الفارط، تمكن 2635 قاصرا من بينهم 1832 من دون مرافقة عائلية من الوصول إلى السواحل الإيطالية… ومع تحسّن الأحوال الجوية تتزايد وتيرة محاولات الهجرة غير النظامية انطلاقا من السواحل التونسية والليبية نحو إيطاليا وتنتهي أحيانا بحوادث غرق؛ حيث ضبطت وزارة الداخلية التونسية 20 ألفا و616 مهاجرا غير نظامي خلال 2021، بينهم 10 آلاف و371 أجنبيا معظمهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء، كما تشير التقارير الحكومية التونسية إلى إحباط 1509 محاولات هجرة غير نظامية صوب إيطاليا خلال أول 8 أشهر من العام 2022.
ومقابل تلك الزيادات، ذكر المعهد الوطني التونسي للإحصاء أن نسبة البطالة تجاوزت 20.5 بالمئة في صفوف النساء مقابل 13.1 بالمئة عند الرجال خلال الثلث الثاني لعام 2022، بجانب تفاقم الفقر لدى الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع، على رأسها النساء.