يعد فهم شخصية الأطفال والمراهقين ورغباتهم من أكثر الأمور تعقيدا، ليس للأمهات فحسب بل للمراهقين أنفسهم، فقد يريدون تحقيق العديد من الأشياء ولكن لا يعرفون كيف ومن أين البداية.
وفترة المراهقة واحدة من أكثر الفترات إجهادا للأسرة لكن هي أيضا مجهدة للمراهق نفسه، فهو يعيش في حالة من الصراع لاستكشاف وفهم ذاته وفي حالة بحث دائم عن اهتماماته وما يسعده. وبالتوجيه البسيط من الأسرة وتضييق الاحتمالات الهائلة المعروضة من الخارج يمكن أن يتم اقتصار فترة شتات المراهق إلى وقت أقل ويتجه للبناء مباشرة من خلال التعرف على سماته.
يقدم عالم النفس، باحث الأنماط الشخصية ميرز بيرغز دليلا مركبا لمعرفة ما هو نمط شخصية الطفل أو المراهق، ومن ثم يستطيع أن يرشده إلى ما يحب أو كيف يصل لرغباته من خلال نمط شخصيته، عبر مجموعة صفات متضادة، فترجيح العقل (T) مقابل العاطفة (F)، والاجتماعية (E) مقابل الانطوائية (I)، والبديهة (N) مقابل الملاحظة (S)، والحكم (J) مقابل الإدراك (P).
ويمكن الكشف عن نمط من 16 نمطا أساسيا يصقلها لاحقا، فالأشخاص الذين يكتبون باليد اليسرى يستطيعون استخدام اليد اليمنى في العديد من الأشياء، كذلك الشخص الذي يرجح عقله مقابل عاطفته فإنه يستخدم عاطفته في بعض المواقف مثلا، ويمكن للأمهات من خلال الملاحظة معرفة السمة الشخصية لطفلها، وبالتالي توجيه احتياجاته بالشكل الذي يناسب هويته الشخصية المطابقة له.
ترجيح العقل (T) مقابل العاطفة (F)
يركز هذا المقياس على كيفية اتخاذ القرارات على أساس منطلق عاطفي أو بشكل عقلاني وموضوعي، فهل يميل إلى أن يكون القرار متسقا مع المنطق أو أن العواطف هي المتحكم الوحيد في الاستنتاج؟
الاجتماعية (E) مقابل الانطوائية (I)
يعد هذا الانقسام شائعا مألوفا لكن في تصنيف بيرغز يختلف هذا الأمر، فالاجتماعيون (E) يميلون للانطلاق والانفتاح على مجتمعات جديدة بشكل منتظم، يمدهم هذا بشعور الطاقة والتجدد، بينما لدى الانطوائيين القدرة على الاندماج مع المجتمعات الأخرى لكن ذلك لا يمدهم بالشعور بالطاقة.
البديهة (N) مقابل الملاحظة (S)
ينقسم هذا التصنيف بين سريع البديهة، ويقصد به الشخص الذي يلاحظ الأمور ويحلل بناء على ملاحظاته، ويميل الأشخاص أصحاب البديهة السريعة للاهتمام بالانطباعات والأنماط ويتخيلون المستقبل ويستمتعون بالتفكير بالاحتمالات وما يترتب عليها، بينما الأشخاص الذين يميلون إلى الحقائق والفراسة فهم يعتمدون على التركيز على الأدلة والتفاصيل والاستمتاع بالتجربة العملية.
الحكم (J) مقابل الإدراك (P)
يميل الشخص الحكمي (Judgmental) إلى اتخاذ قرارات وأحكام حازمة بغض النظر عن العواقب التي يواجهها، في حين يميل الإدراك إلى مزيد من المرونة والتكيف والانفتاح.
البديهة مع ترجيح العقل تنتج المحللين
عند جمع سمة ترجيح العقل مع البديهة، تنتج سمات أساسية تتعلق بالخيال والتفكير والإستراتيجية، فصاحب هذه السمات شخص يحب تخطيط كل شيء، مما يحفزه على الاختراع والابتكار والبحث المستمر عن المعرفة، وعادة ما يميل للقيادة والإبداع، وبالطبع لدى هؤلاء الأشخاص قدرة على النقاش والتفكير، وسواء كانوا في عمر المراهقة أو الطفولة، فهم أشخاص يجب احترام سماتهم. اعلان
البديهة مع العاطفة تنتج دبلوماسيين
وجود المشاعر مع البديهة في الشخص نفسه، تنتج سمات شخصية هادئة وملهمة ومثالية بطبيعة إيثارية وكاريزما شعبية، وتستطيع أن تستخدم المرادفات بشكل جيد جدا بغض النظر عن الأفعال، وهي شخصيات متحمسة جدا ومتفائلة، تلك الصفات في الأطفال والمراهقين تجعل العقاب صعبا بسبب قدراتهم على الإقناع والخطابة، لكن يجب الاهتمام بالجانب الإيجابي لهذه السمات الشخصية وتعزيزها بأشكال مختلفة كدورات في الفن المسرحي وقراءة الرواية وتعلم الخطابة.
الحراس والمستكشفون
يتشارك كل حاملي صفات الملاحظة سواء مع العقلانية أو العاطفية في العديد من الصفات، فمنهم أفراد عمليون وواقعيون خصوصا المنطوين منهم، أما الاجتماعيون منهم فهم يتمتعون بصفات قيادية عالية وشعبية جيدة في مجتمعاتهم.
المستكشفون هم من يحملون صفات الملاحظة مع العاطفية والإدراك العالي، وهؤلاء يعشقون التجربة والاستكشاف، وتكون الأنشطة العلمية والفنية مثالية جدا بالنسبة إليهم.
وجزء كبير من هؤلاء لا تشعر معهم بالملل، لأنهم شعلة حماس مستمرة، وكذلك هم شعلة من الطاقة يجب استغلالها في تنظيم وقتها عبر أنشطة مختلفة، تجنبا لأوقات الفراغ التي تصيبهم بإحباط شديد.