وكالة الجهة الشرقية تدعم النساء النساجات للسلالة
منتوجات القش تسطع في معرض باريس
نسيج السلالة أو فن السلالة هو شكل من أشكال الحرف التقليدية الغنية بالتاريخ والثقافة. تستخدم الحرفيات المواد الطبيعية لابتكار منتجات عملية وزخرفية محبوبة. وتشتهر نساء الجهة الشرقية خاصة بهاتة الصنعة، حيثتعد إحدى الخاصيات المميزة للصناعة التقليدية بالجهة، والتي تعتمد على مواد أولية نباتية مستخلصة منفضاأت سهوب المنطقة، مواد بيئية محلية قيمة مثلالحلفاء والكتان والألياف النباتية.
فمن كومة عشب يابس تصنع هؤلاء النساء العديد من الأواني المنزلية، سواء النفعية منها أم التزيينية والبيئية، وتؤلف الأصناف المصنعة منهاته المادة من منتوجات وظيفية: حقائب، قُفف، صحون،أطباق كسكس وأوان أخرى؛ مثل السلال والسجاد والقبعات.
وخلال معرض الصانعات التقليديات المغربيات الذي نُظم في باريس في الفترة من 27 شتنبر إلى 5 مارس2023، حققت المنتجات المصنوعة من القش والحلفاء التيقدمتها حرفيات المنطقة الشرقية نجاحًا كبيرًا لدى زوارالمعرض وبعض مهندسي الديكور.
في هذا الاتجاه، تقول السيدة سعيدة ماهر، مديرة المشروع والمكلفة بمهمة في الوكالة الشرقية، الشريكا لمؤسسي لدار المعلمة مند 2008/2009 ” اخترنا نماذج جميلة وعملية، وفوق كل شيء حرصنا على أن يكون به آبتكار وتجديد لتقديمها خلال أسبوع الصانعات التقليديات للمملكة المغربية في باريس“. فهاته المنتجات ليست جذابة فحسب، ولكنها أيضًا عملية ومبتكرة ومتعددة الأغراض وبيئية.
لقد أظهرت الحرفيات ابتكارات كبيرة في تكييف هذهالمنتجات مع ذوق المستهلك الأوروبي، الذي وجد في المعرض قطعًا فريدة وجميلة وغالبًا ما تكون غير مألوفة بالنسبة إليه.
وتضيف السيدة ماهر “الوكالة الشرقية تقوم بعدة حملات ترويجية للتعريف بهذه المنتجات على الصعيدين الوطني والدولي، وذلك من أجل تثمين هذا المنتوج ولدعم المرأة المنتجة حتى تحسن وضعيتها من الناحية السوسيولوجية والاقتصادية.”
صناعة الحلفاء هي تقنية حرفية قديمة تتكون من نسج ألياف نباتية لإنشاء أشياء عملية، وللجهة الشرقية في المغرب تراثها الحرفي الغني والمتنوع. حيث طورت النساء الشرقيات هذه المنتجات لجعلها أشياء عملية يومية، وقبلكل شيء حديثة بلمسة إبداعية جميلة.
تعتمد ناسجات السلال بشكل أساسي على المواد الطبيعية والمحلية لصنع إبداعاتهم، مثل سعف النخيل،وألياف المنشار، وقش القمح، والقصب، وحبال ألياف النخيل. وتختلف تقنيات النسيج اعتمادًا على المواد المستخدمة، ولكن العملية الأساسية تتضمن نسج خيوط من الألياف معًا لإنشاء بنية قوية ومتماسكة. تُقدّر منتجات الحلفاء الشرقية لجودتها وجمالها وفائدتها. تستخدم سلال القصب، على سبيل المثال، لنقل الخضاروالفواكه والحبوب، بينما تستخدم سلال ألياف النخيل لتخزين الطعام أو أواني الطهي. سجاد الصوف وقش القمح يحظى بشعبية كبيرة في المنطقة وفي مناطق عدة من المملكة وحتى خارج التراب الوطني.
غالبًا ما تنتقل هاته الدراية الشرقية من جيل إلى جيل وهي جزء لا يتجزأ من الثقافة والتقاليد المحلية. كما أنها مصدر دخل للمجتمعات المحلية وتلعب دورًا مهمًا في الاقتصاد الجهوي. إن وجود زبائن مفترضين وتنظيم شبكات تسويق تبقى مسألة جد واردة. فالسوق، بوصفه المرفق التجاري المفترض، هو فضاء رجولي يفرض على النساء في الغالب تسليم منتجاتهن قصد تسويقها لرجال من العائلة أو القرية. وكنا أحيانا نصادف فيه بعض النساء، وهن على الأرجح أرامل، مطلقات أو مسنات، يجترئن على المحظور بحكم قوة الضرورات، ويتولين بأنفسهن عرض بضائعهن وإبراز مزاياها لزبائنهن. لكن وضعية المرأة والحمد لله تتغير إلى الأحسن، والفضل راجع أولا للترسانة القانونية التي شرعها المشرع لفائدة حقوق المرأة، والعمل الميداني الذي يقوم به عدة فاعلين محليين، كما لوكالة الجهة الشرقية فضل كبير في تأطير فئات واسعة من النساء الحرفيات واللواتي ولجن حاليا الأسواق وأسسن وحدات إنتاجية ناجحة.
إن الوحدة المصنعة في قطاع السلالة تمثل أكثر من كونها تقليدا؛ فهي تختزل تاريخا بأكمله لمسار قشة عشب صغيرة، مجرد قشة من طراوة الطبيعة، ترويها قطرة من غيث السماء، تغمرها لفحة من حرارة الشمس اللاهبة، تيبسها هبة من ريح جافة ثم تروضها لمسة من أيادي نساء يحملن بأعماقهن أملا متجددا على الدوام.
وتبقى آفاق تطوير هذا المنتوج البسيط الغني جد واعدة.