صحة

فرنسا: مختبر لتشخيص التهاب بطانة الرحم بواسطة اللعاب

في مختبر أطلقه فرنسيان من أصل عربي في جنوب غرب فرنسا، أصبح ممكنا اكتشاف التهاب بطانة الرحم في غضون أيام بواسطة اختبار للعاب مجهز بأحدث الروبوتات القادرة أسبوعياً على تحليل آلاف العينات.

وتم إحداث مختبر “زيويغ لاب” Ziwig Lab، المجهز بأحدث الروبوتات القادرة أسبوعياً على تحليل آلاف العينات، خلال أشهر قليلة في بلدة تيرسيس ليه بان الصغيرة بالقرب من داكس، وهو ناشط في الوقت الراهن، حيث افتتح الخميس.

وفي هذا السياق، صرح رئيس بلدية تيرسيس ليه بان،ورئيس المختبر، حكمت شاهين لوكالة فرانس برس أن “العيّنات الأولى تصل من الشرق الأوسط أو من الدول الأوروبية (ألمانيا والمملكة المتحدة وغيرها) حيث بدأ تسويق الاختبارات”.

وابتكرت شركة “زيويغ” للتكنولوجيا الحيوية في مدينة ليون، اختبارات الكشف عن التهاب بطانة الرحم بواسطة اللعاب باستخدام تحليل الحمض النووي الريبي وتسلسله (Endotest).

واعتبر مؤسس “زيويغ” ورئيسها يحيى المير، في هذا الصدد، أن هذا التقويم يشكل “اعترافاً واضحاً” بهذا الاختبار، إذ يقوم اختباره على تحليل جزيئات الحمض الريبي النووي المصغّر miARN، وهي فئة جديدة من المؤشرات الحيوية التي تؤدي دوراً مهماً في التعبير الجيني.

وأوضح المير أن “الحمض الريبي النووي المصغّر موجود في كل سوائل الإنسان، وميزة اللعاب هي أن الحمض فيه مركّز من حيث العدد ومحفوظ بشكل جيد جداً”.

ورصدت “زيويغ” من بين أكثر من 2600 نوع من الحمض الريبي النووي المصغّر اكتُشفت حتى الآن لدى البشر،نحو مئة متصلة بالتهاب بطانة الرحم وموجودة في اللعاب، حيث دائما ما يتسبب هذا المرض المزمن الذي يصيب نحو واحدة من كل عشر نساء، بألم شديد أثناء الدورة الشهرية و/أو مشاكل في الخصوبة.

وفي الوقت الذي مايزال تشخيص هذا المرض إلى اليوم يحصل في الغالب مصادفة، مع متوسط تأخير يصل إلى سبع سنوات، تأمل “زيويغ” في أن يساهم اختبار اللعاب الذي وصفه بأنه “بسيط وموثوق به”، في إحداث ثورة في الرعاية الطبية للنساء المصابات.

واستباقاً لطلب قوي من فرنسا والعالم، استثمرت “زيويغ” في مختبرها لتوفير وسائل الاستجابة السريعة.

وأشار حكمت شاهين إلى أن المختبر الذي لم يكن يُجري إلى اليوم “سوى نحو مئة اختبار يدوي في الأسبوع”، سيصبح قادراً “على تحليل ما بين 4500 و9000 في المختبر الجديد”.

وتنفّذ مراحل مختلفة بشكل آلي بالكامل، فمن الممصات التي تحتوي على لعاب المرضى، يُستخرج ميكرولتران من السائل، أي ما يعادل قطرة واحدة. وتتولى الآلات مزج السائل بكواشف، قبل مرحلة “التسلسل” التي تستخدم خصائص الضوء لقياس كمية جزيئات الحمض النووي الريبي بدقة.

ويمكن للاختبار، بفضل الذكاء الاصطناعي الذي يتيح التحليل السريع لكمية كبيرة جداً من البيانات الناتجة عن التسلسل، أن يُظهر بشكل شبه مؤكد، في غضون أيام قليلة، ما إذا كانت المريضة تعاني التهاب بطانة الرحم.

وسيوصي في مرحلة أولى،  بإجراء اختبار اللعاب بعد التصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي للمريضات البالغات، بهدف تجنب تنظير البطن، وهي عملية جراحية غازية.

ورجّح يحيى المير أن يصبح هذا الاختبار على المدى الأبعد “أداة تشخيصية روتينية” في حالات الاشتباه بالتهاب بطانة الرحم.

وسبق للشركة أن أطلقت دراسات لاستخدام الحمض النووي الريبوزي اللعابي وتسلسله في تشخيص أمراض نسائية أخرى (كيسات المبيض والأورام الليفية وسواها وبعض أنواع السرطان، كتلك التي تصيب الرحم والمبيض والثدي)، لكونها لا تريد أن ينحصر الأمر بهذا المرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى