الذكاء الإصطناعي – أبريل 2024

جيفري هينتون الأب الروحي لبرمجيات الذكاء الاصطناعي يستقيل من غوغل

فوزية طالوت المكناسي

في تغريدة له على منصة التواصل الاجتماعي تويتر، أعلن جيفري هينتون استقالته من منصبه لدى عملاق التكنولوجيا غوغل، بسبب تخوفه من “كابوس الذكاء الاصطناعي وتبعاته على الإنسانية ومخاطرها المتزايدة”. 

ويعتبر هينتون رائداً من رواد تشكيل أنظمة الذكاء الاصطناعي ويشتغل على الشبكات العصبية التي تعمل على تشغيل العديد من المنتجات المعاصرة.

وعمل هينتون بدوام جزئي في غوغل لمدة عقد من الزمن في جهود تطوير الذكاء الاصطناعي. وأصبحت لديه مخاوف بشأن هاته التكنولوجيا من النتائج والإمكانيات التي توصل اليها. 

ويقول، في هذا الصدد، إن “سلبيات برامج هذا القطاع كـ”تشات جي بي تي” مخيفة للغاية”

ويضيف هينتون في تغريدته: “غادرت حتى أتمكن من التحدث عن مخاطر الذكاء الاصطناعي دون التفكير في كيفية تأثير ذلك على غوغل”، مشيرا إلى أن غوغل تصرفت بمسؤولية كبيرة. 

هذا، ويعتمد الذكاء الاصطناعي على مجموعة من التقنيات والأساليب المتقدمة مثل تعلم الشبكات العصبية الاصطناعية، ومعالجة اللغة الطبيعية، وتفاعل الإنسان والكمبيوتر، والتصنيع الذكي، والروبوتات، بالإضافة إلى عدة منظومات بما فيها المنظومة الحربية.

وتعد التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي من الأدوات الحديثة التي تحدث ثورة في مجالات عدة، ويعمل بواسطة جمع البيانات الضخمة وتحليلها بواسطة خوارزميات. ويتم استخدام هذه الخوارزميات لتحليل سلوك البشرية والتنبؤ بأدائها واحتياجاتها اليومية. 

كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء برامج شخصية تتكيف مع حاجيات الانسان وطريقة عيشه. ولا ندري إلى حد اليوم ماهية التأثيرات التي ستصيب البشر على إثر الاستعمال الغير العقلاني. بل هناك بعض الدراسات التي دقت ناقوس الخطر لأن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يفوق تحكم البشر فيه.

 وتأتي استقالة جيفري هينتون بعد الرسالة التحذيرية المفتوحة، التي طرحها عدد من المختصين والباحثين في عدة جهات تجارية وحكومية وأكاديمية، والتي تنبه إلى مخاطر الذكاء الاصطناعي، ويطالبون من خلالها بالتريث في إطلاق برامج الذكاء الاصطناعي، ودراسة المخاطر المحتملة الناتجة عن استخداماته، والتفكير في الآليات القانونية المرافقة لهذا التطور.

ويمكن اختزال المخاوف التي يشعر بها الناس عموما من انتشار الذكاء الاصطناعي في ثلاثة أمور، وهي تلاشي الخصوصية، وفقدان الوظائف، وتفوق الذكاء الاصطناعي على البشرية بشكل يفقد معه الإنسان السيطرة على مجريات حياته.

ولعل هذه المخاوف تجعلنا أمام إشكال فلسفي يتجلى في أنه إذا كان بمقدور الذكاء الاصطناعي تقديم جميع الحلول وتنفيذ مختلف المهام، بل كذلك القيام بالتفكير بدلا من الإنسان، وفي بعض الأحيان بشكل أفضل منه، فماذا سيكون دور الإنسان في الحياة؟

لنتخيل معا لو أن الكمبيوتر والروبوتات استطاعت القيام بجميع المهام اليومية التي يمارسها الانسان حاليا، فماذا سيكون دورنا في الحياة إذن؟

مجرد التفكير في هذا السؤال يصيبني بالخوف…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى