أخبار

أسرة قاهرية تواصل طرز كسوة الكعبة بخيوط الذهب

فرح - وكالات

على مدى سنين طويلة، كانت كسوة الكعبة تقدم هدية من دول إسلامية مختلفة تسعى لنيل شرف إعداد هذا الغطاء الذي تبلغ مساحته 658 مترا مربعا ويطرز، بالأحجار الكريمة، قبل أن يتولى حرفيون مصريو مهمة إعداد هذه الكسوة وتطريزها منذ القرن الثالث عشر.

لكن اعتبارا من العام 1927، بدأ إعداد كسوة الكعبة ينتقل إلى مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية. ومنذ العام 1962 أصبحت الكسوة تصنع هناك بالكامل.

تحت مروحة في القاهرة الاسلامية، يطرز أحمد عثمان قطعة قماش سوداء راسما حروف أية قرآنية بخيوط الذهب، على غرار أجداده الذين كانوا يصنعون كسوة الكعبة. فقبل مئة عام، كانت إبداعات أسرة عثمان ترسل إلى مكة في موكب كبير يحمل كسوة الكعبة.

اليوم، في محله بأحد أزقة خان الخليلي في قلب القاهرة الفاطمية، يعاني عثمان، شأنه في ذلك شأن بقية أبناء حرفته، من غلاء المواد الأولية والتراجع الكبير في حركة السياحة وتدهور القوة الشرائية للمصريين فضلا عن عزوف الشباب عن تعلم أي حرفة بسبب المداخيل الأكبر التي تدرها مهن أخرى.

وينطلق سعر قطعة صغيرة من نسخة كسوة الكعبة عند سعر 100 جنيه مصري (5,3 دولارات)، لكن قد يصل سعر بعض المنتجات المصنوعة إلى آلاف الدولارات مثل النسخ المقلدة من باب الكعبة، والتي يؤكد عثمان بفخر أنه لا يمكن تمييزها عن النسخ الأصلية في مكة المكرمة. ومع ذلك، لم يعد عثمان منذ بدء جائحة كوفيد-19 يبيع أكثر من قطعتين في الشهر، في حين أنه قبلها كان يبيع قطعة كل يوم.

وعلى الرغم من ذلك، يحافظ عثمان على تراث عائلته في مشغله الذي تنتشر فيه أقمشة داكنة تضيئها آيات قرآنية مطرزة بخيوط الذهب.

وبين موظفيه المنكبين على التطريز، يؤكد عثمان، الذي تعلم حرفة أجداده طفلا عندما كان يهرب من المدرسة لمشاهدة والده وهو يعمل، أنه يريد البقاء لحرفته ولذلك ينقل بأمانة أسرارها، بالرغم من صعوبة إيجاد شباب للعمل معه في الوقت الراهن، لأنهم يستطيعون كسب 10 الى 15 دولارا إذا قادوا توك توك أو حافلة صغيرة وهما وسيلتا النقل الرئيسيتين لأبناء القاهرة البالغ عددهم 25 مليون نسمة. ويقول عثمان إنهم “يفضلون بالطبع ذلك على أن ينكسر ظهرهم في ورشة تطريز.

عثمان ورغم كل المعيقات والصعوبات التي تواجه حرفته، إلا أنه مصمم على الحفاظ على هذا التراث في مصر، حيث قرر جده الأكبر أن يستقر وأن يمارس مهنةالتطريز بعدما غادر مسقط رأسه في تركيا قبل قرن ونصف القرن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى