فن

“حين أهوى” إصدار فني جديد للسوبرانو سميرة القادري

علاء البكري

بعد نجاح أغنية “أسميتها قمري” من ألبوم “حين أهوى”، أصدرت السوبرانو سميرة القادري، هذا الأسبوع، عبر قناتها الخاصة على موقع “يوتيوب”، أحدث أعمالها الغنائية، وهو عبارة عن كليب صُورت مشاهده بالجنوب الإسباني.

واختارت القادري لهذا العمل العربي الأوركسترالي المخضرم في قالب التانغو المرح، والذي يعد ثاني أغاني ألبومها الجديد، عنوان “حين أهوى”، من كلمات الشاعر اللبناني محمد موسى حمود ، ومن تأليف موسيقي أوركسترالي للمبدع مصطفى مطر.

هذا، ولاتغيب سميرة كثيرا حتى تعود لتقدم عملا يستدعي التوقف والاهتمام، فجديدها هذه المرة إبداع في جو عشقي يغلب عليه طابع الحوار النغمي فرضه عمق الكلمة الشعرية الفياضة بجمل تميزت بطراوة الكلمة وسلاسة المعنى. قصيدة تجمع ما بين القوة والبساطة، بين الليونة والصرامة، أتاحت للمؤلف الموسيقي مصطفى مطر أكثر من فكرة في تلحينها.

حين اهوى

وجرى تسجيل هذا العمل بين المغرب وهنغاريا ولبنان رفقة خيرة العازفين المغاربة والأوركسترا السمفونية بودابست.

ويحتفي الألبوم بالمقام الشرقي وبعمق القصيدة العربية، مشروع متكامل يضم أعمالا غنائية مخضرمة ساهم فيها مبدعون عرب وأجانب.

سميرة القادري تؤكد في كل مرة أنها لا زالت مطمئنة لاختياراتها الراقية

الأغنية الأولى والثانية تتضح أكثر الصورة الموسيقية للفنانة، تجاربها وأعمالها تزداد نضجا، راكمت ما يكفي لتعلن بوضوح عن أسلوب وهوية إبداعاتها التي تجمع ما بين الشرق والغرب دون السقوط في التغريب.

كما أن العمل الثاني من الألبوم يؤكد عشق سميرة القادري للشعر الغنائي بلغة الضاد، ومحاولة الاقتراب أكثر من الشباب ومن الأذن المعاصرة بشروط إبداعية جيدة.

وما بين الأغنية الأولى والثانية نستخلص أنه ثمة تواطؤ روحي بين السوبرانو والملحن والشاعر الغنائي، توحد تام للثلاثي في آن يظل ثابتا ووفيا لفكرة اللحن الشفاف العذب الذي يتسلل إلى الألباب بشكل عفوي وجذاب، رغم ضخامة العمل بتوزيعاته الأوركسترالية. فقد وظف مصطفى مطر المقام الشرقي بذكاء وتجنب إثقال الخطوط اللحنية بالهارموني، كما حافظ في كل الجمل اللحنية على عذوبة الصوت وهو أساسي في النغم العربي.

حين اهوى

“حين أهوى” عمل مرح في قالب تانغو تخللته مقدمة تعبيرية مدهشة تحاورت فيها الآلات الشرقية مع أخرى غربية، مقدمة ضخمة تعلن في الوهلة عن الأجواء العامة حيث عمق وضخامة العمل بكل مواصفات الموسيقى العالمة العالمية. عمل ألحانه بسيطة لكن غنية على مستوى التوزيعات و الانتقالات المقامية والإيقاعية.

الخطوط اللحنية شفافة وقريبة من الضائقة العربية، الملحن مصطفى تعمد ذلك في أن يمنح الآلات الشرقية الدور الأساسي والمتفرد داخل الأوركسترا ثم أعطى للصوت البشري صوت سميرة قادري كل إمكانيات الإبداع في أداء الجمل الموسيقية. لتصدح الفنانة بصوتها وإحساسها وتشدو وتكشف عن إمكانات أخرى بصوتها السوبرانو، كشفت لنا ببساطة تطويع خامات صوتها في أداء تعبيري بحس شرقي يختلف تماما عن تجاربها السابقة، وهنا تعبر الفنانة إلى تجربة أخرى في مسارها أكثر نضجا بإصرار جماعي، فالعمل يختزل كل مقومات السهل الممتنع الماتع رغم ضخامة التوزيع الأوركسترالي لم يفقد العمل الفني من روعته وظل وفيا لهويته وحافظ على خصوصية الموسيقى العربية.

المشروع هو اجتهاد وتجربة جديدة بملامح عربية مغاربية متوسطية، والمشروع مراميه ثقافية يساهم بشكل أو آخر في البحث عن جمهور راقي متذوق وتواق للإبداع الجيد.

ألبوم “حين أهوى” هو دعوة مفتوحة لنهضة موسيقية عربية بمقومات عالمية…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى