نهيان بن مبارك يشهد فعالية “لقاء من الفضاء”مع رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي
حضر، اليوم الخميس بأبوظبي، معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، في حدث «لقاء من الفضاء»، الذي ينظمه مركز محمد بن راشد للفضاء بالتعاون مع متحف اللوفر أبوظبي، للتواصل مباشرةً مع رائد الفضاء سلطان النيادي.
وفي حديث معاليه مع سلطان النيادي في بداية الحدث، قال نهيان بن مبارك آل نهيان: “سلطان النيادي، صاحب أطول مهمة فضائية بين الرواد العرب، نحن جد فخورين بك، لقد أصبح اسمك بارزاً ملهماً للأجيال الصاعدة، ولا شك بأن تجربتك هذه ستخلق فرصاً وستفتح آفاقاً علمية أمام الشباب العربي، فهي أكبر حافز له على الاهتمام بدراسة العلوم والتكنولوجيا، والولوج إلى عالم اكتشاف مجال علوم الفضاء، نسأل الله لك، ولشبابنا التوفيق والتميز”.
وأضاف: “ستواصل دولتنا مسيرة التميز في مجال العلوم والصناعات المرتبطة بالمستقبل، وتحقيق حلم مؤسسها المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في استكشاف الفضاء، وإجراء البحوث العلمية، في سبيل تحقيق الرؤى الوطنية وخدمة البشرية. وها هو الحلم يتحقق بفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله” وتشجيعه لثقافة البحث العلمي وخلق فرص الابتكار والاستكشاف أمام فئة الشباب الطموح أمثالك. هذا الشباب الذي تربى على قيم الحب والخير والتعاون والتعايش مع مختلف الثقافات والمعتقدات”.
وتابع الوزير: “وها قد أصبحت دولتنا إحدى الدول الفاعلة في مجال الفضاء وعلومه، وعززت مكانتها واحدةً من أقوى البلدان في التطور التكنولوجي والابتكار، بفضل استراتيجية الثورة الصناعية الرابعة، وإنشاء وزارة الذكاء الاصطناعي”.
من جهته، قال النيادي: “شكراً معالي الشيخ نهيان بن مبارك على كلماتك الطيبة. حقيقة كنت وما زلتَ أحد المؤثرين في الثقافة والتسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي. تخطو دولة الإمارات العربية المتحدة خطوات متميزة في المجالات كافة، ووجودنا على متن محطة الفضاء الدولية خير دليل على أنه لا شيء مستحيل، وهذا هو شعار دولتنا الحبيبة، وبدعم قيادتنا الرشيدة وطموحات الشباب نُحقق مزيداً من الإنجازات”.
هذا، وشهدت هذه النسخة من حدث «لقاء من الفضاء» مفاجأة خاصة لرائد الفضاء سلطان النيادي، وهي حضور والده سيف النيادي، الذي أعرب عن سعادته بحضور هذا اللقاء، ونقل إليه تحيات الأسرة، لافتاً إلى أنهم جميعاً فخورون بالإنجازات التي يحققها في الفضاء.
وفي هذا السياق، قال سعادة حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: “ممتنون لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان لحضوره هذا الحدث التفاعلي، ودعمه الدائم لقطاع الفضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة. نترقب الآن عودة سلطان النيادي من محطة الفضاء الدولية، خاصة بدخولنا الشهر الأخير من مهمته التاريخية، التي ألهمت أجيال المستقبل العمل على استكشاف الفضاء، والتطلع للقيام بمهمات فضائية في المستقبل لاستكمال مسيرة دولتنا الرائدة في هذا المجال”.
وقال سعادة سالم حميد المري، المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء: “جزيل الشكر لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان لتشريفه هذا الحدث، ونتوجه بالشكر إلى فريق متحف اللوفر أبوظبي على تعاونهم الدائم معنا. هذه السلسلة من الاتصالات التفاعلية مع سلطان النيادي ألهمتنا جميعاً، فضلاً عن أن مهمة سلطان على متن محطة الفضاء الدولية عززت اهتمام شباب الإمارات بالفضاء والعلوم والتكنولوجيا. أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب هي نواة لجيل جديد من العلماء والمبتكرين ورواد الفضاء لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو الأمر الذي يتوافق مع جوهر برنامج الإمارات الوطني للفضاء، ويعزز روح الاستكشاف والتقدم وسط الجيل المقبل”.
وحرص رائد الفضاء الإماراتي على التفاعل مع الحضور، وتقديم مزيد من المعلومات المفصلة عن أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب. وأجاب عن مجموعة متنوعة من الأسئلة بشأن أهمية البدلة التي ارتداها في مهمة السير في الفضاء، وما تأثير بيئة الجاذبية الصغرى على جسمه، وكيف يحافظ على مناعته في محطة الفضاء الدولية.
وقال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: “إنه لشرف كبير لنا أن يجري اختيار متحف اللوفر أبوظبي لاستضافة “لقاء من الفضاء” مع رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، هنا في أبوظبي، فهذه لحظة استثنائية تعبِّر بصورة رائعة عن أهمية التفاعل مع أصحاب العقول الشابة التي يحدوها الشغف، وأن نقدم لهم مصدر إلهام كي تكون لهم بصمتهم وتأثيرهم في عالمنا وخارجه، وهذا بالضبط ما نسعى لتحقيقه من خلال معرض “مغامرات عبر الكون”. من خلال التعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الإمارات للفضاء، وبالشراكة مع مبادلة، تمكَنَّا من إقامة معرض متميز جداً تعرض فيه عجائب الكون التي لا تنتهي، حيث نشيد جسوراً للتواصل لتربط بين المتحف وتاريخ الفن والعلم ورؤية دولة الإمارات العربية المتحدة لاستكشاف الفضاء”.
وعرف الحدث حضور 300 شخص أتيحت لهم الفرصة للتعرف أكثر إلى تفاصيل مهمة سلطان على متن محطة الفضاء الدولية، خاصة وأنه حقق على مدار الشهور الماضية عدداً من الإنجازات العلمية المتميزة، كان أبرزها خوضه مهمة السير في الفضاء، وإجراء عدد من التجارب والأبحاث العلمية. وشهدت سلسلة «لقاء من الفضاء» حتى الآن حضور نحو 10,000 شخص من مختلف أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة.
حدث «لقاء من الفضاء» ليس التعاون الأول بين مركز محمد بن راشد للفضاء ومتحف اللوفر أبوظبي، بل تعاونا أيضاً في تنظيم المعرض التفاعلي «مغامرات عبر الكون» الذي يقدم عروضاً غنيَّة بالمعرفة لزوّاره الصغار ويعزز مهاراتهم الإبداعية ليصبحوا مستكشفين للفضاء على غرار رائدَي الفضاء الإماراتيَين هزاع المنصوري وسلطان النيادي.
يشار إلى أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي يديره مركز محمد بن راشد للفضاء، هو أحد المشروعات التي يمولها صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التابع لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، والهادف لدعم البحث والتطوير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.