أسا الزاك كاتبات المغرب وإفريقيا
من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، انطلقت رحلة رابطة كاتبات المغرب وإفريقيا صوب مدينة كلميم جنوب المملكة المغربية، حيث التمَّ باحثون وخبراء من دول عربية وإفريقية، على هامش جلسة عامة ضمن جلسات ندوة فكرية نظمتها الرابطة خلال الفترة ما بين 21 و23 ماي الجاري، حول موضوع “التنمية الثقافية الإفريقية… الجسور والتحديات في الثقافات العابرة للحدود”.
وبإقليم آسا حيث بوشرت أشغال هذه الجلسات العلمية والفكرية، التي أكد خلالها المشاركون، المنتمون إلى دول عربية وإفريقية مختلفة (السينغال، مالي، غينيا بيساو، أنغولا، غينيا بيتساو، موريتانيا، تونس، ليبيا، مصر، لبنان، الأردن، والمغرب)، على أهمية التنمية الثقافية الإفريقية في ترسيخ مبادئ التسامح والسلام والتعايش والاندماج بين أبناء الدول الإفريقية.
وفي هذا السياق، أكد رضوان القادري، رئيس جامعة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، أن المغرب كرس نموذجا للتعايش والتمازج الثقافي والحضاري بفعل روافده من الثقافة العربية والإفريقية التي تعود جذورها إلى التاريخ المشترك بين بلدان إفريقيا، بعامل الهجرة المتبادلة بين المغاربة وبلدان إفريقيا، نتج عنها تراث مادي مشترك يعد من الأمور الجوهرية لبناء جسور التواصل والتعاون ترتكز على وسائل حديثة من أجل التعريف بالتراث اللامادي المشترك وخلق استثمارات متبادلة بين الدول الإفريقية والعربية في جميع المجالات.
من جانبها، توقفت الباحثة سلوى بكر من الجمهورية المصرية، عند الدبلوماسية الشعبية وما تحققه من نتائج إيجابية عبر هيئات مدنية كرابطة كاتبات المغرب وإفريقيا من أجل خلق التواصل وجسور الحوار بين الشعوب الإفريقية عبر القنوات الثقافية.
ودعت بكر الدول العربية والإفريقية إلى دعم المبادرات الشعبية لتبتكر أساليب جديدة في عملها وتتحول إلى أشكال مؤسساتية ولا تعتمد على الفرد فقط لأن هذه الأشكال من الدبلوماسية الشعبية تصب في أهداف الدولة التي تسعى إلى توطيد جذورها بإفريقيا. أسا الزاك كاتبات المغرب وإفريقيا
كما شدد باقي المشاركين، في مداخلاتهم،أثناء فعاليات هذه الجلسات، على أهمية استثمار الثقافة كصناعة واقتصاد لتحقيق الغايات الكبرى للشعوب الإفريقية والمتمثلة في تحقيق السلام والاستقرار والسلم والتضامن، مشددين على ضرورة العمل على خلق تنمية ثقافية إفريقية مستدامة ترفع من قيمة الإنسان الإفريقي وتعيد له كرامته في ظل التطورات المتسارعة للتكنولوجيا، داعين الكاتبات والمبدعات في القارة الإفريقية إلى البحث عن القواسم المشتركة في الثقافة الإفريقية من خلال البلدان العربية والإفريقية وأيضا عبر إعداد برامج لتطوير هذه الثقافة باسم القارة الإفريقية.
وشهدت فقرات هذه الندوة الفكرية، تنظيم جلسات علمية فكرية مختلفة تمحورت حول مواضيع عدة من بينها “التنمية الثقافية الإفريقية.. التسامح والسلام في المجتمعات الإفريقية، الإنسان والمجال في المجتمعات الإفريقية”، و”التكنولوجيا الحديثة ودورها في التواصل الاجتماعي الإنساني المشترك بين البلدان الإفريقية”، و”الكتابة النسائية ودورها في ترسيخ الثقافة الإفريقية والعربية والتعريف بها”، و”الهوية والتراث الثقافي المغربي في المجتمعات الإفريقية…العلاقة والامتداد”.
ومن بين أهم الأهداف التي خرجت بها أشغال هذه الجلسات العلمية والفكرية، ربط إطلاق مسلسل التنمية الثقافية بتنمية المجالوالإنسانالذييتواجدفيه،مواكبة لما تشهده المجتمعات الإفريقية من حوارات فكرية ثقافية وسياسية فاعلة تفيد كافة مناطق إفريقيا، وتتسع لخلق وعي مشترك يرسخ الروابط ويخلق سبل التعاون والتضامن فيما بينها بهدف صياغة أبحاث تنتج طرقا وآليات للارتقاء بالإنسان والمجتمع. أسا الزاك كاتبات المغرب وإفريقيا