أمل في إيجاد حل نهائي لمتلازمة تكيس المبيض

في الوقت الذي مازالت النساء يعانين فيه من تكيس المبيض، وفي ظل غياب علاج يستهدف هذه المتلازمة، نشرت مجلة “ساينس” العلمية، مؤخرا، دراسة تبعث الأمل في إيجاد حل نهائي لهذا المرض الذي يسبب للنساء ظهور حَبّ الشباب ونموّاً زائداً للشعر وعقماً.

وتؤكّد الدراسة التي أجراها فريق صيني عدم وجود سوى احتمالات محدودة لمعالجة تكيّس المبيض”، إلا أن هذه الدراسة توفر وسيلة واعدة في علاج هذه المتلازمة التي لا تحظى باهتمام إعلامي كبير نسبياً، مع أنّها تطال نحو امرأة من كل عشر نساء، وتتسبّب بأعراض غالباً ما تكون مؤلمة ومرهقة.

وتصاب النساء بهذه المتلازمة نتيجة الإفراط في إنتاج الهرمونات الذكورية ووجود كميات أكثر من الطبيعية مّما يُسمى جريب لا أكياس كما يوحي اسمها، على المبيضين.

ويؤدي هذا الخلل إلى ظهور مشاكل عديدة لدى مريضات كثيرات أبرزها حَبّ الشباب وتساقط الشعر ونمو الشعر الزائد، وغير ذلك. وتزيد هذه المتلازمة من احتمال حدوث عقم، حتى لو أنها لا تمنعهنّ بشكل نهائي عن إنجاب الأطفال، بالإضافة إلى أنّها تزيد من احتمال الإصابة بمرض السكري.

وتوصلت الدراسة إلى احتمال يتمثل بعلاج أساسي من شأنه أن يحدّ بشكل مباشر من إنتاج المبيضين للهرمونات الذكورية، حيث استخدم الباحثون دواءً شائعاً مضاداً للملاريا هو الأرتيميسينين، لخفض هذه الهرمونات، ولاحظوا تحسناً عاماً في حالات نحو عشرين مريضة.

ولقيت هذه النتائج ترحيبا في الأوساط الطبية مع أنّها أوّلية، كما حظي البحث بأهمية بالغة، كون المريضات لم يشهدن بعد سنوات من الأبحاث، أي تقدّم ملموس يمكن أن يفيدهنّ.

وفي هذا الصدد، تقول الاختصاصية في الغدد الصماء إليزابيت ستينر-فيكتوران، وهي من أبرز الخبراء في العالم في هذه المتلازمة، “لا يزال هناك أمور كثيرة نجهلها، فعلى سبيل المثال، لم يُعرَف بعد متى تتجذّر المتلازمة في المبيضين أنفسهما، أو تؤدي إلى خلل في الجهاز العصبي، مضيفة أنه لكن لا يمكننا القول إنّ التقدم غير موجود”.

فمن ناحية، تشرح الاختصاصية، باتت الآليات الفسيولوجية للمتلازمة معروفة بشكل أفضل، كما تم تحسين تشخيصها ليصبح أكثر دقة. وأخيراً، أصبح تحديد آثارها السلبية على الصحة دقيقاً أكثر، ومن هذه الآثار مشاكل القلب والأوعية الدموية، والتأثيرات على الصحة الذهنية التي كانت مُهملة قبل بضع سنوات.

من جهتها، تؤكد المحللة المالية المتخصصة في قطاع تصنيع الأدوية جميلة البوريني أن متلازمة تكيّس المبيض تطال عدداً كبيراً نسبياً من السكان، وهي تالياً سوق جذابة من الناحية النظرية”.

وتضيف “من الواضح أنّ التمويل المخصص لهذا المجال أقل منه لأمراض أخرى تأثيراتها مماثلة، كالتهاب المفاصل الروماتيزمي”، مؤكدة أنّ الاضطرابات المرتبطة بعملية الأيض كمتلازمة تكيّس المبيض، تمثل تحدّيا للأبحاث الطبية.

هذا، ووضع خبراء دوليون، خلال العام الماضي، ملخّصاً شاملاً لاستعراض المعارف المتعلقة بمتلازمة تكيّسات المبايض، وتوجيه الأطباء بشأن هذا الموضوع. ويكافح المجتمع الطبّي لتقديم إجابات جازمة لنواح كثيرة من المتلازمة.

Exit mobile version