في إطار الجلسة الافتتاحية للدورة الـ11 للمؤتمر الإفريقي، المنظم في الفترة ما بين 29 فبراير و02 مارس بسلا، حول حقوق الصحة الجنسية والإنجابية، أكد المتدخلون أن الدول الإفريقية معبأة لمواجهة مختلف التحديات المرتبطة بالصحة الجنسية والإنجابية والرفاه الأسري.
وأشار المشاركون، خلال انطلاق فعاليات المؤتمر، إلى أن حكومات البلدان الإفريقية وفعالياتها المدنية ما فتئت تقوم بمجهودات حثيثة من أجل تعزيز ولوج الأفراد، وخاصة الفتيات والنساء، إلى مختلف الحقوق المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية، فضلا عن النهوض بالاستقرار والرفاه الأسريين.
وفي كلمة بالمناسبة، أبدت السيدة الأولى لجمهورية إفريقيا الوسطى، بريجيت تواديرا، اعتزازها بالمشاركة في أشغال هذا الحدث الإقليمي “الذي من شأنه تعزيز النهوض بالحقوق ذات الصلة بالصحة الجنسية والإنجابية، مع دعم الولوج إليها على صعيد القارة الإفريقية”.
وذكَرت السيدة تواديرا، أن المضاعفات الناجمة عن الإجهاض السري والالتهابات والنزيف الحاد الذي تعاني منه النساء أثناء عمليات الولادة، تشكل السبب الرئيسي لحدوث وفيات النساء، لافتة، في هذا الصدد، إلى أن معدل وفيات الأمهات في جمهورية إفريقيا الوسطى لا يزال مرتفعا، إذ تحتل بلادها المرتبة الرابعة على صعيد القارة.
وبخصوص ظاهرتي العنف المبني على النوع وتزويج القاصرات، أكدت تواديرا أن جمهورية إفريقيا الوسطى تشترك مع العديد من البلدان الإفريقية في انتشار هاتين الظاهرتين المقلقتين وكذا تأثيرهما الكبير على الصحة الجنسية والإنجابية للنساء والفتيات، وعلى تحقيق الرفاه الأسري بشكل عام.
بدورها، أكدت السيدة الأولى لجمهورية زامبيا، السيدة موتينتا هيشيليما، أن القارة الإفريقية حققت تقدما هاما في مجال النهوض بالصحة الجنسية والإنجابية خلال السنوات الأخيرة، مسجلة، في المقابل، أنه لا تزال هناك العديد من المشاكل والتحديات المطروحة.
وفي هذا الإطار، لفتت إلى أن الدول والحكومات باتت مطالبة بالتحلي بما يكفي من المسؤولية والالتزام تجاه مختلف الحاجيات التي تعبر عنها الفتيات والنساء من أجل الولوج إلى حقوقهن المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية، باعتبارها مكونا أساسيا ضمن منظومة حقوق الإنسان.
وتوقفت السيدة هيشيليما عند مختلف الأمراض والمشاكل الصحية التي تهدد سلامة الفتيات ومستقبل الشباب في القارة الإفريقية كعمليات الإجهاض المتكرر، مشددة على أهمية النهوض بالتربية الجنسية باعتبارها رافعة أساسية لتحقيق الرفاه الأسري.
من جهته، ألقى المدير العام للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة، ألفارو بيرميخو، الضوء على مختلف المشاكل والمخاطر التي تهدد صحة النساء والفتيات في إفريقيا مثل إعذار البنات وعمليات الإجهاض، مسجلا الحاجة الملحة إلى وضع سياسات مواتية واتخاذ قرارات ناجعة من أجل تجاوز “هذه النقط السوداء” التي تعوق مسار التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن امرأة واحدة من بين كل 5 نساء في إفريقيا تواجه مشاكل متعددة في مجال الصحة الجنسية والإنجابية، بما في ذلك تنظيم الأسرة، داعيا إلى بذل المزيد من الجهود على هذا المستوى.
وذكر بيرميخو أن الحقوق ذات الصلة بالصحة الجنسية والإنجابية والرفاه الأسري هي حقوق كونية، مبرزا أن الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة ينشط في أكثر من 260 بلدا عبر العالم، وأن القارة الإفريقية تحتضن أزيد من 50 في المئة من أعمال وأنشطة الاتحاد.
تجدر الإشارة إلى أن الدورة الحادية عشرة لهذا المؤتمر الإفريقي مُنظمة من طرف الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة بشراكة مع الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة ومنظمة “Action Health Incorporated” غير الحكومية، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ويهدف هذا الحدث الإقليمي إلى مناقشة السياسات وتقاسم الممارسات الفضلى ذات الصلة بحقوق الصحة الجنسية والإنجابية للنساء والشباب في إفريقيا، كما يتوخى توفير فرص الالتقاء والتواصل من أجل تعزيز العمل والمبادرات لصالح الصحة الجنسية والإنجابية على الصعيد الإفريقي.