اتفاقية للنهوض بالصانعة المغربية دوليا بين دار المعلمة وغرفة الحرف والصناعة التقليدية في باريس
فوزية طالوت المكناسي
في بادئ الأمر، كان مجرد كلام عابر بين أعضاء مكتب شبكة الصانعات التقليديات بالمغرب وبين المبدع في عالم الأزياء ايريك
احتضنتها مدينة الرباط في نونبر 2019.
جاءت جائحة كورونا وتوقف كل شيء، لم يبق تفكير الإنسان منصبا إلا على كيفية التخلص من هذا الوباء.
لكن الحديث الذي دار بين الأطراف كان بالنسبة لفرنك كلير بمثابة وعد قطعه على نفسه إزاء الصانعات التقليديات المغربيات فهو عاد من المغرب في 2019 وهو منبهر بهن وبإنجازاتهن وقدرتهن على الإبداع. الكلام لم يكن سوى حديث عابر بل حلم في الأول ثم التزام فعمل جِدّ مهم من أجل إنجاز تظاهرة في قلب العاصمة الفرنسية تسلط الضوء على المرأة الصانعة التقليدية المغربية وتقربها من الحرفية الفرنسية من أجل التبادل والتعاون بينهما.
وبالفعل، بالعاصمة الفرنسية باريس، قامت شبكة دار المعلمة بعرض مجموعة منتقاة من منتوجات مئة صانعة تقليدية من المغرب، وكان ذلك ابتداء من28 فبراير إلى 5 مارس 2023 ب Boutique 10 SIGN Artisanat, Rue Fourcy – place Saint Paul بالدائرة الرابعة، ومن 2 إلى 30 مارس ببهو غرفة المهن والحرف التقليدية ب Île de France.
وتجدر الإشارة ان حفل افتتاح المعرض ثم تحت بحضور كل من السيدة نورى البقالي الحسني قنصل عام للمملكة المغربية بباريس، والسيدة فرزنيح زيا فتحي نائبة رئيس غرفة الحرف والصناعة التقليدية بباريس و السيد جان مارك جيوفانيتي الكاتب العام. الكاتب لجمعية APPCMOF – Île de France
قاموا بتدشين هادا المَعْرِض المميز بحضور وازن لأعضاء مكتب شبكة دار المعلمة وممثل الشركاء وعدة صحفيين مرموقين من المغرب ولقد عبروا في كلمات ترجيبيه بسرورهم بقيام هاته المبادرة القيمة.
بلورة مشروع دائم للتبادل بين الصانعات التقليديات المغربيات وعدة فعاليات في القطاع بفرنسا
واندرج هذا الحدث الأول لشبكة الصانعات التقليديات بالمغرب في العاصمة الفرنسية، ولم يكتفِ الشريكان بالتفكير في المَعْرِض فقط، بل فكرا في بلورة مشروع دائم للتبادل بين الصانعات التقليديات المغربيات وعدة فعاليات في القطاع بفرنسا. والنتيجة كانت عقد اتفاقية شراكة بين المنظمة المغربية الغير الحكومية شبكة دار المعلمة وغرفة الفنون والصناعة التقليدية في باريس. ويتعلق الأمر بمجموعة من الأنشطة والمبادلات بين الشريكين التي تتخذ شعارا لها “الحرفيات المغربيات والحرفيات الباريسيات، المتحّداتُ بامتياز”.
إن المئة صانعة تقليدية اللائي تم اختيارهن، في هاته الدورة الاولى قدمن في هذا المعرض المزدوج تميّز الصناعة التقليدية من الجهات الإثنا عشر للمملكة من خلال مجموعة من أجمل وأجود المنتوجات المنتقاة بكل دِقَّة وعناية.
تطريزات مختلفة ومتنوعة في غناها، ونماذج من القفطان المغربي الأصيل، وحلي، ونسيج، وزرابي، وغيرها من القطع التي تعكس الفن والخبرة المتوارثة في هذا المجال منذ قرون من جيل إلى جيل من النساء المفعمات بالإبداع، واللائي يناضلن يوميا من أجل تحسين أوضاعهن الاجتماعية والاقتصادية.
ووفق مفوض المَعْرِض، المسؤول بجمعية Paris Ȋle de France APPCMOF،، فرانك كلير، فإن هذا المشروع المتميز يأتي ببادرة من الجمعية، ويمثل أفضل مناخ للصانعات التقليديات وللحرف اليدوية للنهوض بشكل أفضل بالمبادلات الثقافية والحرفية على الصعيد الدُّوَليّ.
تم تأطير الصانعات التقليديات منذ عام 2012 من طرف المبدع اللامع في الموضة الفرنسية ايريك تيبوش
وقد تم تأطير هؤلاء الصانعات التقليديات منذ عام 2012 من طرف المبدع اللامع في الموضة الفرنسية ايريك تيبوش، العضو الشرفي والمدير الفني لدار المعلمة.
ومن الجانب المغربي، فإن الشركاء التاريخيين لدار المعلمة هم الذين يحملون لواء الصانعات التقليديات، ويتعلق الأمر بــوكالة تنمية الأقاليم الشرقية التي تبذل منذ العام 2008 جهدا كبيرا للخروج بالصانعات التقليديات المنتميات للمنطقة الشرقية من عزلتهن ولمرافقتهن لدعم خبراتهن. أما الشريك الثاني فهو المكتب الشريف للفوسفاط الذي يعتبر فاعلا مغربيا لا محيد عنه ومؤسسة مواطنة ومسؤولة تعمل على تعزيز ودعم النساء والرجال على حد سواء من خلال العديد من المشاريع. كما ساند هادا المشروع قطاع الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي و مديرية إنعاش الاقتصاد الاجتماعي في اطار برنامَج موازرة
طابع الاستمرارية وفرصة لإبراز ما تم إنجازه في مجال الحقوق القانونية والاقتصادية والاجتماعية للنساء في المغرب
كما أن هاته اللقاأت والتي بعد نجاح التجربة الأولى لأسبوع الصانعات التقليديات المغربيات في باريس أخذت طابع الاستمرارية وعدت فرصة لإبراز ما تم إنجازه في مجال الحقوق القانونية والاقتصادية والاجتماعية للنساء في المغرب بفضل الإرادة السامية والانخراط الشخصي لجلالة الملك محمد نصره الله.
طابع الاستمرارية وعدت فرصة لإبراز ما تم إنجازه في مجال الحقوق القانونية والاقتصادية والاجتماعية للنساء في المغرب
للإشارة شبكة دار المْعلمة، منظمة مغربية غير حكومية، تأسست في 30 ماي عام 2008 تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للامريم، التي ما فتئت تدعم التمكين الاقتصادي للمرأة المغربية. وتعمل الجمعية وفق الرؤية الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، على تعزيز القدرات الاقتصادية للصانعات التقليديات، حيث تضم خمس آلاف صانعة ينتمين لمختلف الجهات الاثنتي عشرة للمملكة المغربية.
وتسعى الجمعية وشركاؤها من خلال هذا التبادل الدَّوْليّ،”الصانعات التقليديات المغربيات والصانعات التقليديات الباريسيات، متحدات بامتياز”، إلى إعداد أرضية للعلاقات الدولية في هذه القطاعات التقليدية في مجتمع متغير، حتى تبقى مهن الأمس واليوم دائما مهن الغد.