تحت شعار “ممرضاتنا، مستقبلنا”، يحتفل العالم باليوم العالمي للتمريض الذي يصادف الثاني عشر من كل عام ليمثل فرصة للإشارة والتعريف بإسهامات الممرضات والممرضين وتفانيهم في تقديم رعاية جيدة للمرضى.
ويشكل هذا اليوم العالمي، فرصة لتسليط الضوء على الدور الهام الذي تضطلع به الممرضات والممرضون في تشكيل مستقبل الرعاية الصحية، ، كما يسلط الضوء على أهمية تبنّي سياسات تدعم مهنة التمريض وتحسّن النتائج الصحية للمرضى.
وتثميناً لمجهوداتهن الجبارة، أكد المجلس الدولي للممرضات (وهو اتحاد يضم أكثر من 130 جمعية وطنية للممرضات تمثل 28 مليون ممرضة وممرض في جميع أنحاء العالم)، وجود مجموعة متزايدة من الأدلة تظهر مدى تعرض الطاقم التمريضي للتوتر والإرهاق والتوقف عن العمل والإضرابات.
وفي تقريره السنوي، المعنون بـ”التأثير على السياسة الصحية لحماية واحترام حقوق الممرضات وتحسين الصحة”، سجل الاتحاد أن هناك زيادة في الحركات المطلبية التي تقودها الممرضات في جميع أنحاء العالم، معتبرا أن هذا أحد أعراض اضطراب الخدمات الصحية.
وبمناسبة اليوم العالمي للتمريض، سلطت المنظمة الديمقراطية للصحة، وهي عضو في المنظمة الديمقراطية للشغل، الضوء على الدور المحوري للممرضين والقابلات وتقنيي الصحة في المغرب، مذكرة بكفاءتهم في المجال وجودة تكوينهم العلمي.
وأكدت المنظمة أن المملكة المغربية يسجل واحدا من أدنى معدلات ديمغرافية الطاقم التمريضي، والتي تبلغ 9 ممرضين لكل 10 آلاف نسمة، في حين أن منظمة الصحة العالمية توصي بـ 60 ممرضا وممرضة لكل 10 آلاف نسمة.
وأشارت النقابة الصحية إلى أن الإحصائيات تفيد بأن المغرب يحتاج إلى 64.774 ممرضا وممرضة وتقني صحي، لتغطية الحد الأدنى من احتياجات القطاع الصحي بالبلاد.
وكان المجلس الأعلى للحسابات قد أوضح في تقريره لسنة 2021، أن تحليل معطيات الأطر الطبية والتمريضية وتقنيي الصحة للقطاعين العام والخاص (بمن فيهم الطاقم التمريضي)، سجل تطورا طفيفا في عدد العاملين في قطاع الصحة خلال العقد الماضي، إذ انتقل من 1,51 عامل صحي لكل 1000 نسمة سنة 2011، إلى 1,64 سنة 2020.
وفي ما يتعلق بالتوقعات المتعلقة بالموارد البشرية الصحية للقطاعين العام والخاص، يضيف التقرير، فإن العجز في عدد الأطباء والممرضين وتقنيي الصحة سيستمر بصفة عامة في التزايد خلال السنوات القادمة.
وبالنظر إلى ديناميات إصلاح المنظومة الصحية بالمغرب، والأوراش الكبرى لتعزيز إمكانيات القطاع، فقد أشادت المنظمة الديمقراطية للصحية بالمشاريع الاستراتيجية التي تم إطلاقها بهدف تعزيز الرأسمال البشري.
يذكر أن المجلس الدولي للتمريض يحتفل بهذه المناسبة منذ العام 1965.
وفي عام 1974، تم تخصيص الثاني عشر من ماي للاحتفال باليوم العالمي للممرضات. ويحظى هذا التاريخ بأهمية بالغة، إذ يوافق يوم ميلاد الممرضة الأشهر في العالم فلورنس نايتينجل Florence Nightingale.، التي ولدت لعائلة بريطانية في فلورانسا الإيطالية في 12 ماي 1820. وتعتبر رائدة التمريض في العصر الحديث، وتلقب بسيدة المصباح، والسيدة حاملة المصباح، بعدما اشتغلت ممرضة خلال حرب القرم بين العامين 1854 و1856.