أخبار

الموت يغيّب الكاتب التشيكي ميلان كونديرا

علاء البكري

رحل عن عالمنا، اليوم الأربعاء 12 يوليوز 2023، الكاتب الفرنسي التشيكي المولد ميلان كونديرا عن عمر ناهز الـ 94 عاما، بعد معاناة طويلة مع المرض، وفق ما أعلنت الناطقة باسم “مكتبة ميلان كونديرا” في مدينة برنو التشيكية، حيث وُلد مؤلّف “الخلود”.

ويعد ميلان كونديرا، كاتبا وفيلسوفا فرنسيا من أصول تشيكية، ولد في الأول من أبريل عام 1929، لأب وأم تشيكيين. كان والده لودفيك كونديرا عالم موسيقى ورئيس جامعة جانكيك للآداب والموسيقى ببرنو، وتعلم منه العزف على البيانو.

بعد أن تعلم كاتب رواية “الدعابة” العزف على البيانو من والده، اتجه لدراسة علم الموسيقى والسينما والآدب، قبل أن يتخرج في العام 1952. عمل بعد ذلك أستاذاً مساعداً، ومحاضراً في كلية السينما في أكاديمية براغ للفنون التمثيلية. نشر أثناء فترة دراسته شعرا ومقالاتٍ ومسرحيات، والتحق بقسم التحرير في عدد من المجلات الأدبية.

التحق صاحب رواية “الجهل” بالحزب الشيوعي في عام 1948، وتعرض للفصل هو والكاتب جان ترافولكا عام 1950 بسبب ملاحظة ميول فردية عليهما، وعاد بعد ذلك عام 1956 لصفوف الحزب، ثم فُصل مرة أخرى عام 1970.

ونشر في العام 1953 أول دواوينه الشعرية لكنه لم يحظ بالاهتمام الكافي، ولم يُعرف كونديرا ككاتب هام إلا عام 1963 بعد نشر مجموعته القصصية الأولى غراميات مضحكة.

فقد كونديرا وظيفته عام 1968 بعد دخول الاتحاد السوفييتى لتشيكوسلوفاكيا، بعد انخراطه فيما سُمّي ربيع براغ، اضطر للهجرة إلى فرنسا عام 1975 بعد منع كتبه من التداول لمدة خمس سنوات، وعمل أستاذا مساعداً في جامعة رين ببريتانى (فرنسا)، حصل على الجنسية الفرنسية عام 1981 بعد تقدمه بطلب لذلك إثر إسقاط الجنسية التشيكوسلوفاكية عنه عام 1978، كنتيجة لكتابته كتاب “الضحك والنسيان”.

تحت وطأة هذه الظروف والمستجدات في حياته، كتب كونديرا روايته الشهيرة “كائن لا تحتمل خفته”، التي جعلت منه كاتباً عالمياً معروفاً لما فيها من تأملات فلسفية، تنضوي في خانة فكرة العود الأبدي لنيتشه، وفي عام 1995 قرر الفقيد أن يجعل من الفرنسية لغة لسانه الأدبي من خلال روايته “البطء”، حيث كان يرى نفسه على أنه كاتب فرنسي، ويصر على أن أعماله يجب أن تصنف في الأدب الفرنسي.

ولميلان كونديرا أعمال روائية أخرى، من بينها: المزحة، جاك وسيده،، الهوية، فالس الوداع، حفلة التفاهة، وله كتب أخرى منها غير الروايات كتاب فن الرواية.

وحصل الروائي الراحل على العديد من الجوائز، منها جائزة الدولة النمسوية للأدب الأوروبي، جائزة الأدب الإسرائيلي التي تمنحها بلدية القدس، جائزة هيردر- جامعة فيينا، جائزة الدولة التشيكية للآداب، جائزة سينو ديل دوكا العالمية (فرنسا)، وجائزة “ميدسيس” الفرنسية، ووسام جوقة الشرف الفرنسي، وجائزة أوفيد من اتحاد الكتاب الرومانيين والمعهد الثقافي الروماني، جائزة فرانز كافكا التشيكية للآداب، وجائزة “اندبندنت” لأدب الخيال الأجنبي في عام 1991.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى