تستعد “جيل بايدن” للاضطلاع بدور جديد، دور السيدة الأولى للولايات المتحدة، وهي مهمة لا تخلو من المتاعب والتحديات، بعد أن قضت 8 سنوات سيدة ثانية حيث كان بايدن نائب الرئيس خلال فترتي ولاية الرئيس باراك أوباما.
وتميزت “جيل” بدفء تعاملها مع الناس منذ انطلاق حملة بايدن الانتخابية للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، وكان من الواضح أنها تؤمن بشدة أن زوجها قادر على أن يكسب الرهان ويفوز بالانتخابات رغم كل التحديات، كما يقول الكاتب أندرو بونكومب في تقرير نشرته صحيفة “ذي إندبندنت” (independent) البريطانية.
ثقة كبيرة
تلقى بايدن ضربة قوية في ولاية أيوا قبل عام من الآن، حيث احتل المركز الرابع بعد بيرني ساندرز وبيت بوتيجيج وإليزابيث وارين. وفي نيو هامبشاير، احتل المركز 5، لكنه جاء في المركز الثاني في نيفادا خلف ساندرز.
عندها، بدأ كثيرون يشككون في قدرة بايدن على تخطي منافسيه داخل الحزب الديمقراطي، فضلا عن الفوز بالسباق الانتخابي أمام الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، لكن جيل بايدن بقيت واثقة من زوجها، كما يقول الكاتب.
وبالفعل، قلب بايدن الطاولة وحقق فوزا مذهلا في كارولينا الجنوبية، مما ساعده على تحقيق المزيد من الانتصارات في انتخابات “الثلاثاء الكبير” وما بعده.
وبعد أن أكمل بايدن المهمة بنجاح، وأصبح قريبا من تأدية اليمين ليكون الرئيس رقم 46 للولايات المتحدة، تستعد “جيل” بدورها لتصبح رسميا السيدة الأولى للولايات المتحدة. ورغم أن هذا المنصب لا يتطلّب أي واجبات دستورية، فإنه منصب مليء بالتحديات والمتاعب، وفقا للكاتب.
فقد عانت السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما من سوء المعاملة والكثير من التعليقات العنصرية حول جسدها وملابسها. كما واجهت السيدة الأولى الحالية ميلانيا ترامب انتقادات لاذعة بسبب عدم انتقالها من نيويورك إلى البيت الأبيض مباشرة بعد فوز زوجها بالرئاسة، ورأى كثيرون أنها “منعزلة” و”عديمة الإحساس” كما هاجمها آخرون بدعوى عدم مواجهة زوجها والتنديد بسياساته.
لكن الكاتب يرى أن “جيل” -البالغة من العمر 69 عاما- تستعد لتقلد هذا المنصب الرمزي وهي تتمتع بعدة مزايا لم تحظ بها كثير ممن سبقوها، فمن غير المنتظر أن تتعرّض لإساءات عنصرية، كما أنها قد تلعب دورا مهما فترة رئاسة زوجها حتى وإن لم تحصل على منصب رسمي.
ودور السيدة الأولى لن يكون شيئا غريبا على “جيل” حيث كانت السيدة الثانية للولايات المتحدة لمدة 8 سنوات، عندما كان زوجها نائبا للرئيس السابق باراك أوباما، واستفادت كثيرا من احتكاكها بالسيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما.
وكتبت “ميشيل” في منشور لها على إنستغرام قبل انتخابات عام 2020 “أنا محظوظة جدا لأنني تعرفت على الدكتورة (جيل) بايدن أثناء وجودنا في البيت الأبيض، وقد كانت شريكتي”.
كما أن هناك أمرا آخر سيمثّل تحديا وميزة في الآن ذاته للسيدة الأولى القادمة، وهو أنها تنوي مواصلة العمل أستاذة للغة الإنجليزية في كلية مجتمع فرجينيا الشمالية، على بعد حوالي 32 كيلومترا غرب البيت الأبيض، بحسب قول الكاتب. اعلان
وبعد أكثر من 230 عاما من تقلّد مارثا زوجة الرئيس جورج واشنطن منصب السيدة الأولى عام 1789، ستكون “جيل” الأولى التي تدخل البيت الأبيض وتشغل في الوقت ذاته وظيفة يومية.
ووفقا لصحيفة بوليتيكو، عندما كانت “جيل” السيدة الثانية، كانت تحمل معها عادة فستان سهرة لارتدائه بعد إنهاء عملها في الكلية، حيث تتوجّه مباشرة إلى البيت الأبيض أو مقر إقامة نائب الرئيس لحضور الحفلات والمراسم المسائية.
وتقول كاثرين جيليسون أستاذة التاريخ بولاية أوهايو إن الجمع بين الوظيفة والمنصب أمر جديد ومختلف بالنسبة للسيدة الأولى، وتضيف أنه من المحتمل أن تواجه “جيل” بعض الانتقادات، وهذا ما حدث بالفعل.
بعد فوز بايدن، وصف الكاتب المخضرم جوزيف إبستين -في مقال نُشر في صحيفة “وول ستريت جورنال”- السيدة الأولى المرتقبة بأنها “محتالة” بسبب مطالبتها الناس بمناداتها بالدكتورة بايدن.
وكتب إبستين “شهادتك، على ما أعتقد، هي دكتوراه في التربية والتعليم من جامعة ديلاوير من خلال أطروحة بعنوان (التعامل مع الطلاب في كلية المجتمع: تلبية احتياجات الطلاب)”. وكما قال رجل حكيم ذات مرة، فإنه “لا ينبغي لأحد أن يطلق على نفسه لقب دكتور إلا إذا أشرف على عملية ولادة”.
وحصلت “جيل” على 4 شهادات جامعية. وتقول جيليسون إنه من غير المقبول مهاجمة مدرس بهذه الطريقة، خاصة إذا كان يدرس في كلية مجتمع.
اللقاء الأول
ولدت جيل تريسي جاكوبس بايدن في هامونتون بولاية نيوجيرسي، وهي البنت الكبرى من بين 5 أخوات، وكان والدها موظف بنك. وبعد إنهاء المدرسة الثانوية، شقت طريقها إلى جامعة ديلاوير، تزوجت في سن 18 عاما من لاعب كرة القدم الجامعي، بيل ستيفنسون، واستمر زواجهما 5 سنوات.
التقت جيل بايدن عام 1975، ووقتها كان عضوا في مجلس الشيوخ وأكبر منها بـ 9 سنوات وقد توفيت زوجته نيليا وابنته نعومي في حادث مرور، وتولى هو تربية ولديه بو وهنتر.
وكتبت “جيل” في مذكراتها، التي نشرتها عام 2019، عن كيفية تعاملها هي وزوجها مع وفاة ابنه بو عام 2015، بعد أن أصيب بورم دماغي نادر. كما كتبت أيضا عن موعدها الأول مع زوجها في فيلادلفيا، وقالت إنها لم تدرك على الفور حينها أنهما سيظلان معا على مدار الأربعين عاما القادمة، وقد تزوجا عام 1977.
المصدر : إندبندنت