ثقافية

المتحف الوطني للحلي يعيد الاعتبار “للمْعَلْمِينْ” والصناع التقليديين

متابعة: علاء البكري

المتحف الوطني للحلي

لطالما كانت ولاتزال وستبقى المجوهرات المغربية تعبيرا عن الأناقة ورمزا لرفعة الشأن، باعتبارها إرثا فنيا وثقافيا، تتناقله الأجيال، نتيجة لمهارة الصانع التقليدي المغربي، الذي استطاع أن يمزج بين التقليد والتحديث لإنتاج مجوهرات ليس لها نظير.

وتمتاز المجوهرات المغربية، التي تصنع يدويا باستخدام تقنيات أصيلة، برونقها الأكيد وحمولة ثقافية وجمالية شاهدة على التمازج التاريخي بين مختلف الحضارات التي تعاقبت بالمملكة.

  ولا شيئ يدل على جمالية وروعة المجوهرات الوطنية أكثر من تنوع وغنى أشكالها وهندستها ونماذجها وحليها ورموزها، في مشهد يبرز، بما لا يدع مجالا للشك، الموهبة المتفردة والمهارة المبهرة للْمْعَلْم والصانع التقليدي المغربي.

وفي سياق الحديث عن المْعَلْم والصانع التقليدي المغربي، أكد رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي أن المتحف الوطني للحلي يعيد الاعتبار “للمْعَلْمِينْ” والصناع التقليديين، وكذا الرجال والنساء الذين كانوا وراء هذه التحف والإبداعات. مبرزاأن هاته الفئة من المجتمع إنما  تجسد الشغف والتميز تجاه مهنتها، وتعبر من خلال أعمالها عن هوية منطقتها وتراث بلادها.

وسيقوم المتحف الوطني للحلي، الذي يعد ثمرة عمل طويل الأمد، بعرض العديد من الأقسام التي تسلط الضوء بشكل خاص على التطور التاريخي للحلي ومختلف مراحل صناعته، والحلي الرجالية والنسائية، والمجوهرات الأمازيغية، إضافة إلى الحلي الحضرية والقروية.

كما سيكون بمقدور الزوار اكتشاف السينوغرافيا الجديدة لمعرض دائم مخصص للحلي، وهو أحد المكونات الأساسية للتراث المغربي، الذي يعود تاريخه إلى 150 ألف سنة”.

ويشار إلى أن المتحف الوطني للحلي، الذي يقع في قصبة الأوداية بالرباط، والذي يعد أحد أبرز المعالم التاريخية للعاصمة المغربية، يسعى إلى إغناء التنمية الثقافية لحاضرة “الرباط، مدينة الأنوار وعاصمة الثقافة”، ويقترح فضاء آخر للقاء وتقاسم التراث المغربي الضارب بجذوره في عمق التاريخ.

ويتوزع المعرض الدائم لمتحف الحلي، الذي يشكل أحد المظاهر الهامة للثقافة المغربية، على خمسة أقسام كبرى تقدم للزائر نظرة شمولية حول بعض خصائص الحلي المغربية.

وتعتبر صناعة الحلي في المغرب من بين أهم الحرف والصناعات التقليدية، باعتبارها حرفة حافظت على جوهرها وعلى استمرارها، وعلى توارثها جيلا بعد جيل، كما شهدت  تطويرا وتجديدا في تقنيات وأدوات صناعتها، وفي موادها الأولية، بحيث كانت الأجيال تتوارثها واضفي عليها من إبداعها الخاص، بشكل يجعلها اليوم تحتل مكانة أساسية في مختلف المدن ومناطق المغرب القروية والحضرية، من شماله إلى جنوبه ومن غربه إلى شرقه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى