عن فيلمها “حان وقت الحبّ”، فازت المخرجة الفرنسية كاتيل كيليفيريه بالجائزة الكبرى في مهرجان أنغوليم للسينما الفرنكوفونية الذي سجلت دورته السادسة عشرة نسبة مشاركة قياسية لدى اختتامها أمس الأحد. فعلى الرغم من موجة القيظ، أقبل 58 ألف شخص على صالاته مقابل 52 ألفا في دورة العام 2022.
ويرسم فيلم “حان وقت الحبّ” لوحة تاريخية وعاطفية لمصير امرأة تعرضت للإذلال العلني لإقامتها علاقة عاطفية مع جنديّ ألماني خلال الحرب العالمية الثانية.
فأحداث الشريط تعود إلى العام 1947، على شاطئ منطقة النورماندي في شمال غرب فرنسا، حيث تتعرف مادلين (تمثل دورها أناييس دوموستييه)، النادلة في مطعم فندق والأم لطفل صغير، على فرنسوا (يؤدي دوره فينسان لاكوست)، وهو طالب ثري ومثقف غير أنّه محاط بالغموض، لينشأ بينهما حبّ من النظرة الأولى ولا يمضي وقت طويل حتى يتزوّجا.
كان الارتباط بالنسبة لمادلين فرصة لتخطي أهوال الحرب ونسيان عسكري ألماني ارتبطت بعلاقة معه خلال الاحتلال وأنجبت منه ابنها دانيال، ما عرضها للنقمة الشعبية فحُلق رأسها وطردت من منزلها.
وسبق أن عرض الفيلم الذي كان ثمرة سنوات من العمل، خارج مسابقة مهرجان (كان) في شهر ماي الماضي، واستوحته المخرجة من حياة جدّتها التي أنجبت طفلا من جندي في الجيش الألماني حين كانت في السابعة عشرة من عمرها.
وقد تشكل هذه الجائزة مدخلا إلى الشهرة لكاتيل كيليفيريه البالغة 43 عاما التي لم تسلط عليها الأضواء بعد رغم أنها ليست مجهولة تماما إذ حققت أفلامها السابقة قدرا من النجاح.
ففي فيلم “سوزان” تروي المخرجة قصّة حبّ جارف حمل امرأة شابة على التخلي عن عائلتها وابنها وانتهت بها في السجن. وفي فيلم “إصلاح الأحياء” (2016) المقتبس من رواية للكاتبة مايليس دو كيرانغال، تسرد قصّة عمليّة زرع قلب.
ومعروف أن كاتيل كيليفيريه تساهم في كتابة السيناريو لكا أعمالها السينمائية في إطار ما تطلق عليه تعبير “قصص خفيّة”، أو “قصص يرفض المجتمع والعائلة سردها”، ويتحتم “انتشالها ومحوها”.
ويندرج فيلمها الأخيرة “حان وقت الحب” في هذا السياق نفسه. وقالت عنه : “إنه قصة بقيت طيّ الكتمان لوقت طويل جدا” وأضافت “حين انكشفت الحقيقة أخيرا، رغبت في إخراج هذا الفيلم، وهو ليس تماما سيرة ذاتية”.