في سنة 2012 تم تأسيس إطار ثقافي نسائي مغربي بفكرة المرحومة عزيزة يحضيه عمر ومباركة وبمشروع وضعت أسسه من عدد من الكاتبات المغربيات، وهن : الكاتبة والروائية بديعة الراضي و الشاعرة مليكة العاصمي والقاصة والشاعرة والمترجمة رجاء الطالبي والدكتورة الناقدة والباحثة زهور كرام و الباحثة والكاتبة بدعم من الكاتبة فاطمة المرنيسي .
كان الحافز وراء تأسيس هذا الإطار الثقافي النسائي لم شمل الكاتبات المغربيات بعدما صار عددهن كبيرا وتعددت تجاربهن ومجالات اهتمامهن، عكس الوضعية التي كانت عليها حال الكتابة النسائية المغربية بعد الاستقلال وحتى حدود ثمانينيات القرن الماضي حيث كانت الأسماء المتداولة والتي تكتب باللغة العربية محصورة في آمنة اللوه وخناثة بنونة وليلى أبوزيد، وقد ساعد على ذلك أيضا بروز قضايا جديدة متعلقة بوضعية المرأة المغربية ثقافيا وسياسيا وعلى المستوى الحقوقي ومساهمتها في الشأن العام وانخراطها الفعلي والفاعل في تخليق الحياة الثقافية والسياسية والحياة العامة.
وبعدما وضعن اللبنة الأساس لهذا المشروع الثقافي الطموح، قام مكتب الرابطة بالتفكير في كل مصاحبات المشروع والداعمة له، مثل تحصينه بحدود قانونية تعطي المكتب والفروع المنتمية له وكل الكاتبات المنخرطات في المشروع فرصة العمل ضمن وضعية قانونية وشرعية تسمح لهن بممارسة أنشطتهن وتنظيم لقاءاتهن الدورية من أجل تخليق الحياة الثقافية مثل تأسيس الفروع على امتداد خارطة المغرب وكذلك خارج حدوده، لإتاحة الفرصة للكاتبات المغربيات المقيمات في بلدان المهجر للمساهمة في إثراء التجربة وترسيخ جذورها بآفاق دولية وعالمية، ولم تنس الكاتبات عزمهن على تأسيس مجلة تتكلم باسمهن وتعالج القضايا المرتبطة بجنسهن ووضعياتهن الثقافية والفكرية والسياسية والاجتماعية والحقوقية والأدبية، وكان لابد من التفكير في تأسيس مجلة إلكترونية مسايرة للتطورات الإلكترونية والرقمية التي عرفتها الساحة الثقافية ومختلف ميادين الحياة وما تزال الرغبة والإرادة والعزيمة كل ذلك قائما كحافز لتطوير المشروع الثقافي النسائي المغربي الطموح، محليا، ثم توسيعه ليشمل فضاءات ومجالات وآفاق تشمل القارة السمراء، من أجل إبراز ثراء الفكر والثقافة والأدب النسائي في إفريقيا الأمس واليوم، وهو ما تحقق مؤخرا وبدأت ثماره في الظهور وسيكون لها انعكاس قوي على غنى تجارب الكاتبات المغربيات أولا والإفريقيات كذلك.
وقد أسست رابطة كاتبات المغرب عددا مهما من الفروع التابعة لها في مختلف التراب المحلي والوطني يفوق خمسين فرعا، مما يبرز مرة أخرى الرغبة القوية لدى الكاتبة المغربية في الانخراط الجاد في التأثير على الساحة الثقافية وفي الميادين المرتبطة بالفكر والأدب والحقوق والسياسة العمومية، كما يبرز هذا الاتساع والتعدد من جهة أخرى حضور المرأة المغربية الكاتبة فعليا بإنتاجها ومساهمتها في التنشيط الثقافي وإثراء لمدونة الثقافية والأدبية إلى جانب ما يساهم به الرجل في شتى المجالات والميادين ذات النفع العام الذي يعود على الوطن بالفضل والخير، ويدل أيضا هذا التعدد على التنوع في الاهتمامات الأدبية والثقافية حيث صارت الكاتبات المغربيات حاضرات في الجامعات المغربية دراسة وتدريسا، وفي المكتبات العمومية بإنتاجهن الذي ساهمت الرابطة في التعريف به وإشهاره في المعارض المحلية ومعرض الكتاب الدولي وتنظيم أنشطة موازية في مختلف جهات المملكة المغربية.
ويبرز كذلك نشاط الكاتبات المغربيات المقيمات في بلدان المهجر بمثل هذه الأنشطة من خلال الفروع التابعة لرابطة كاتبات المغرب، وهو ما يدل على التنوع والثراء في المحتويات والقضايا المطروحة المتداولة والمستجدة بفعل التطورات الاجتماعية والسياسية والفكرية والحقوقية، وفي تعدد أصوات الكاتبات المغربيات وتعدد لغات كتاباتهن، مما يدل على تطور الوعي واتساع الآفاق وارتفاع سقف التطلعات التي ما تزال الكاتبة المغربية تسعى نحو تحقيقها لتكون بذلك مشاركا فعالا في التنمية البشرية والتخليق الثقافي والسياسي والارتقاء بالحياة داخل المجتمع المغربي الحديث والمعاصر.
لقد سنت رابطة الكاتبات المغربيات يوما للاحتفال والاحتفاء بالكاتبة المغربية المصادق ليوم التاسع (9) من شهر مارس من كل سنة تجسيدا لفكرة المساواة بينها وبين شقيقها الرجل في مختلف الميادين والمجالات، خاصة المجال الفكري والثقافي والأدبي.
وقد عملت الرابطة على جعل هذا اليوم يوما للكاتبة الأفريقية تنفيذا لتوصية المؤتمر التأسيسي لرابطة كاتبات افريقيا مع ادماج العمل على الساحة الوطنية بالساحة الافريقية مع إشراك رابطة كاتبات المغرب مع رابطة كاتبات افريقيا على مستوى البرنامج السنوي انسجاما مع التطلعات الوطنية في جعل افريقيا في قلب اهتمامات المغرب التنموية.