أخبارالسياحة بجهة الشمال المغربي - يوليو 2022رائدات

رقية العلوي :رئيسة المجلس الجهوي للسياحة طنجة تطوان الحسيمة

المقارنة بين العرض السياحي الدولي والوطني لا أساس له من الصحة

على الرغم من تأثره الشديد من جائحة كوفيد، يواصل شمال المغرب إثارة الإعجاب بخطى التنمية على جميع المستويات. بالإضافة إلى موقعه الجغرافي بين قارتين، فإن الجهة تتميز بالتكامل بين مختلف مكوناتها الإقليمية وتنوع ثرواتها، و قد عرفت منذ ما يقرب من عشرين عامًا تحقيق مشاريع تنموية كبرى.

و لمعرفة الوضع الحالي للجهة في ظل أزمة كوفيد، قامت مجلة فرح بإجراء هذا الحوار مع السيدة رقية العلوي، رئيسة المجلس الجهوي للسياحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة.

فرح : كيف يساهم المجلس الجهوي للسياحة في تطوير القطاع في الجهة؟

رقية العلوي: كما تعلمون، فإن المجلس الجهوي للسياحة، منذ انشائه، له مهمة واحدة وأساسية، ألا وهي الترويج السياحي للجهة. ما معنى الترويج؟ هو بكل بساطة اعتماد خطط عمل لأجل الوصول لشريحة من الزوار الذي يمكن أن يهتموا بما تقدم و تتوفر عليه الجهة. من هذا المنطلق، فإن مجلسنا يعمل مع كافة الشركاء لأجل تعزيز جاذبية الجهة، من خلال مجموعة من الأدوات والحملات الإشهارية التي قمنا بإطلاقها.

  وعلى سبيل المثال، فقد قام المجلس بعمل جبار من أجل إنشاء أدوات رقمية جديدة تمكن السائح، سواء كان مغربيا أو أجنبياً، من إيجاد جميع المعلومات التي تهمه و اكتشاف الوجهات الجهوية بطرق جد سهلة. خطة العمل هذه مكنت من إنشاء موقع إلكتروني مجهز بأحدث التقنيات، و تطبيقات الهاتف لمختلف عمالات و أقاليم جهة طنجة تطوان الحسيمة.

وفي نفس السياق، قام المجلس بشراكة مع المكتب الوطني المغربي للسياحة بإطلاق حملة “نتلاقاو فالشمال”، التي لقيت نجاحاً كبيراً، حيث وصلت الحملة إلى أكتر من 3 ملايين مغربي.

ونضيف إلى ذلك المشاركة في مختلف المعارض السياحية ذات الأهمية بالنسبة للجهة، كان آخرها معرض دبي للسياحة الذي نظم شهر ماي الماضي. وكذا العمل على إحداث وجذب معارض لجهتنا كالبورصة الجهوية للسياحة، التي عرفت مشاركة أكثر من مئتي فاعل سياحي من قرابة عشرين  دولة من العالم. وستشهد جهتنا، شهر فبراير المقبل تنظيم واحد من أكبر المعارض الدولية المتخصص في تطوير خطوط الطيران من وإلى اوروبا، وهو ما سيعود بالنفع الكبير، حيث ستحظى جهتنا باهتمام كبير من طرف صناع القرار في مختلف شركات الطيران.

فرح:  كيف دعّم المجلس الجهوي للسياحة الفاعلين السياحيين في ظل أزمة كوفيد؟

رقية العلوي: لقد عمل مجلس السياحة بشكل دائم لإيجاد حلول ملائمة للوضعية المتأزمة التي يعيشها المهنيون. ولقد كان لنا اتصال دائم مع شركائنا سواء في الجهة أو على المستوى الوطني لطرح مجموعة من الاقتراحات، ومناقشتها، سواء أكان ذلك مع الجمعيات الجهوية الممثلة للقطاع الخاص، أو مع الكونفدرالية الوطنية للسياحة، أو مع وزارة السياحة والمكتب الوطني المغربي للسياحة. ولقد كان لهذا العمل الذي قمنا به مع مختلف الشركاء أهمية كبرى في الوصول إلى مجموعة من المخرجات والبرامج التي كان لها تأثير إيجابي على الوضعية العامة للقطاع بجهتنا.

فرح : ما هي التغييرات التي أحدثها كوفيد في القطاع في نظركم؟

رقية العلوي: دون الدخول في المشاكل المالية التي خلقها الوباء، بالنسبة إلي فإن أهم التغييرات التي يجب العمل على محوها هي تلك التي تسببت للقطاع في فقدان يد عاملة مؤهلة. لقد غادر جزء كبير من القوة العاملة القطاع، بعد أن دامت الأزمة في القطاع السياحي لمدة أطول من قطاعات أخرى. لهذا فمن ضمن الأولويات التي يجب العمل عليها، هو أولاً العمل على طمأنة خريجي المعاهد والمدارس المختصة فالسياحة، لأن هؤلاء الخريجين هم مستقبل القطاع. و ثانياً، يجب علينا كفاعلين سياحين العمل على استرداد جاذبية القطاع، لأنه قطاع يعتمد على البشر أكثر من الآلات، وبالتالي فإن تنافسيته تعتمد على هذه الجاذبية.

فرح :ما هو الوضع الحالي للسياحة في الجهة في ظلّ هذه التغييرات؟

رقية العلوي:  الحمد لله، الجهة بدأت تستعيد صحتها. نرى أن هناك إشارات إيجابية لفصل الصيف القادم، وهو ما سيمكن مجموعة من الفاعلين السياحيين من استرجاع قليل مما فقدوه خلال هذه الأزمة.

فرح: الجهة غنية بالمواقع الأثرية و المؤهلات السياحية، فلماذا لا يتم استغلال و تسويق كل هذه الخصوصيات بالشكل الأمثل؟

رقية العلوي:سواء أكان ذلك من خلال الحملات الترويجية التي نقود باستمرار في الأسواق المحلية والدولية، أو الحملات التي يقودها المكتب الوطني المغربي للسياحة، فإن تراثنا ومؤهلاتنا دائماً حاضرة وبقوة. ولكن يجب ألا ننسى أن السائح لا يبحث فقط عن أماكن، بل هو يبحث عن تجارب جديدة ويبحث عن وجهة تتكلم معه لغة العواطف قبل أن تتكلم معه عن المزارات والمآثر. وهو ما نحاول القيام به للتميز على وجهات أخرى.

فرح:  كيف نفسّر غلاء المنتجات السياحية الوطنية مقابل منافساتها في الأسواق الأجنبية؟

 هذه المقارنة لا أساس لها. فإن كنا سنقارن، لا يمكن مقارنة ثمن فندق 4 أو 5 نجوم بالمغرب مع شقة للكراء ببلد آخر. يجب أيضاً مقارنة مواسم الذروة، حيث لا يمكن مقارنة أثمنة وجهة لا تعمل في فصل الصيف مع وجهة يكون فيها هذا الفصل هو الأهم. ثانياً، جهتنا تقدم اختيارات عدة، تناسباً مع قدرة كل زائر. فهناك فنادق ودور ضيافة وشقق فندقية وأنواع أخرى من أماكن المبيت من طرازات مختلفة ومتعددة. وزد على ذلك أنه عندما يشتري الزائر مبيته دون المرور عن طريق بعض المواقع الأجنبية، فإن الثمن يكون أحسن، خاصةً إذا لم يترك الزائر آخر لحظة لحجز غرفته. وأخيراً، لا يمكن أن نقول لفاعل اقتصادي له فندق يعمل ثلاثة أشهر في السنة أن يطبق أثمنة فصل الشتاء، فلن يتمكن من إبقاء فندقه مفتوحاً، بكل بساطة.

رقية العلوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى