في سابقة من نوعها أقدم العشرات من الشباب بمدينة الفنيدق شمال المغرب، على نزوح جماعي سباحة، إلى الثغر المحتل اسبانيا، هربا من الفقر والأزمة الاجتماعية التي حلت بالمدينة المغربية التي تم إغلاق معبر سبتة عليها، بعدما ظل لسنوات مصدر عيشهم بممارستهم للتجارة التهريبية المعيشية.
وحاول أزيد من 70 شخصا، وفق مصادر اسبانية، طيلة يومي السبت والأحد الماضيين، التسلل سباحة من شاطئ مدينة الفنيدق شمال المغرب إلى مدينة سبتة المحتلة غير البعيدة، ونجح العشرات بينما لقي البعض حتفهم غرقا واعتبر البعض في عداد المفقودين.
ووصل إلى سبتة يوم أول أمس السبت قرابة ثلاثين، وتكرر المشهد أمس الأحد برقم أكبر، كما حاول آخرون اليوم الاثنين الدخول إلى المدينة، ولكن البحرية المغربية تدخلت وحالت دون ذلك.
وكان الخطو مثيرة وغير مسبوقة عندما شرع العشرات من الشباب في الارتماء إلى مياه البحر والسباحة نحو سبتة، أمام أنظار العشرات من الشباب الآخرين الذين تابعوا المشهد على الشاطئ، ومنهم من صور المشهد. وبالرغم من ان البحر كان هائجا يومي السبت والأحد، فقد أبى هؤلاء إلا أن يغامروا ويواصلوا السباحة قاطعين المئات من الأمتار، للوصول إلى سبتة.
وتناقل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور هؤلاء الشباب وهو يغامرون بأرواحهم، ويلقون بأنفسهم في عرض البحر، هربا من البؤس والفقر، كما قال النشطاء، الذين وجهوا كامل اللوم إلى السلطات المغربية التي أغلقت معبر سبة الذي كان مصدر عيش آلاف الأسر بالمنطقة، دون أن تقدم هذه السلطات بدائل اجتماعية واقتصادية عاجلة، بحسب النشطاء.
وكشفت مصادر محلية مساء الأحد عن انتشال جثة أحد الشباب المغامرين، وهو ينحدر من مدينة طنجة، حيث تم تورية جثمانه الثرى.
وارتبط اقتصاد مدينة الفنيدق بالتهريب المعيشي من سبتة المحتلة المجاورة، وبسبب إغلاق الحدود نتيجة جائحة فيروس كورونا منذ مارس، وقرار المغرب وضع حد للتهريب الذي يضر بالاقتصاد الوطني، بحسب الرواية الرسمية، باتت هذه المدينة الصغيرة تعيش أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة.
وتحاول السلطات توفير فرص عمل للمتضررين، عبر إدماجهم في بعض المؤسسات وتمويل مشاريع مذرة للربح، لكن هذه الخطط لم تشمل الآلاف، مما يدفع الشباب إلى تفضيل الهجرة إلى سبتة المحتلة اسبانيا.
المصدر الناس