تم مساء أمس الأربعاء بأروقة كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط تقديم كتاب “محمد السادس، رؤية ملك: أعمال وطموحات” لمؤلفه الفرنسي-السويسري الكاتب والأستاذ الجامعي، جان ماري هيدت، الذي يبرز من خلاله دينامية التغيير التي أطلقت في مختلف المجالات تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلاء جلالته عرش أسلافه الميامين.
ويتوزع كتاب “محمد السادس، رؤية ملك: أعمال وطموحات”، الذي يقع في 181 صفحة، على ثمانية فصول، وهي “الإصلاحات الاجتماعية”، و”الجهوية المتقدمة”، و”المتطلبات المسبقة للوضع المتقدم”، و”المرحلة التشغيلية”، و”المنجزات الاقتصادية”، و”الأوراش الكبرى”، و”المغرب ومحيطه الدولي”.
واستعرض هيدت وهو أيضا عضو بالمجلس العلمي لمرصد الدراسات الجيوسياسية، خلال هذا اللقاء، الذي شهد حضور عدد من الأكاديميين والطلبة، المحاور الكبرى التي تناولها كتابه، والتي تعكس وجهة نظره حول مغرب اليوم سيما مختلف المشاريع والإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مذكرا بأن هذا الكتاب صدر بمناسبة الذكرى العشرين لاعتلاء جلالة الملك العرش، ويهدف إلى تسليط الضوء على دور المغرب باعتباره رائدا إقليميا.
وأشار المُؤلِّف إلى البعد الإنساني الذي يقع في صلب رؤية جلالة الملك، مستحضرا مضامين الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الأولى لاعتلاء جلالته العرش، وهو الخطاب الذي عكس “حجم وأهمية الطموحات الملكية بالنسبة للمغاربة”، مضيفا إنه “بعد عشرين سنة، فإن النتائج بارزة”.
وفي هذا الصدد، ذكر بالعديد من الإنجازات المحققة خلال العقدين الأخيرين تستمد جوهرها من الخطابات الأولى التي ألقاها جلالة الملك الذي رسم طريق تنمية المملكة، مشيرا إلى أن المغرب، الذي تطور على مدى جيلين على الأقل، أصبح في غضون عقدين من الزمن مركزا للاهتمام الدولي.
مدير قطب التعاون والشراكة بمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، فؤاد بن مخلوف، أبرز بدوره، العمل الذي قام به هيدت حول التطور الذي يعيشه المغرب على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، مشيرا إلى أن هذا المؤلف، الذي يقتفي تطور المغرب في عهد جلالة الملك محمد السادس، قد تم تقديمه في عدة جامعات مغربية، أبرزها جامعة محمد الأول بوجدة، وجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وجامعة محمد الخامس بالرباط.
وأكد بن مخلوف أنه من المرتقب أن يصدر هيدت عملا جديدا سنة 2024 حول التقدم المحرز في الأقاليم الجنوبية للمغرب، وهو ثمرة أعمال بحثية تستمر إلى غاية 21 دجنبر الجاري.
وجدير بالإشارة أن الكاتب جان ماري هيدت، الحاصل على الدكتوراه في علوم التربية المقارنة من جامعة ليون، ودبلوم الدراسات السياسية الأوروبية من جامعة باريس، هو أستاذ جامعي وباحث في مركز الأبحاث حول الهجرة بجامعة محمد الأول بوجدة، وعضو مركز الدراسات والاستشراف الاستراتيجي. كما سبق للمؤلف أن شغل منصب رئيس اللجنة التنفيذية لمركز شمال – جنوب بمجلس أوروبا بلشبونة.