بعد أن تبرع بنصف كيس من الدقيق ثم اختفى…وبعد الضجة الإعلامية التي واكبت تصرفه الشهم النبيل، عاد اسم “رجل الزلزال الملهم” أو “مول البيكالا” – كما يحلو للبعض تسميته – إلى الواجهة من جديد، حيث قام مجلس جهة مراكش آسفي بتكريم هذا الرَّجل الطيب الذي دخل قلوب جميع المغاربة دون استثناء.
وجاءت هذه الخطوة التكريمية الرمزية والمهمة، عرفانا وامتنانا بالخطوة التضامنية البهية التي قام بها هذا الرجل الخمسيني، تشجيعا لروح التضامن بين المغاربة، لا سيما تلك التي عبر عنها بشكل عفوي.
هذا الرجل الذي أدهش العالم بسلوكه الراقي الذي جعل كثيرين يلقبونه ب”رجل الزلزال الملهم”، لم يكن يعلم أن الكاميرات والعيون مصوبة نحوه، حل بنقطة لجمع التبرعات والمساعدات في مدينة تيزنيت وهو على متن دراجة هوائية جد بسيطة، قبل أن يترجل عنها ويُنزل منها ما تيسر من مساعدة عينية (كيس من دقيق) قدمه في صمت، ثم تسلل إلى حال سبيله في صمت، ليصبح بذلك واحدا من أشهر الوجوه المغربية التي طبعت الحملة التضامنية الواسعة بين المغاربة لإغاثة المتضررين من الزلزال.
وعلى عكس ما تُدُووِلَ بأن الرجل قد تبرع من قوت يومه وأنه رجل فقير للغاية، فقد أكد المعني بالأمر في تصريح صحفي عقب تكريمه، أن الكيس كان يحتوي على 10 كيلوغرامات من الدقيق الممتاز، لا كما ادعى البعض بأنه تبرع بنصف الكيس واحتفظ بالنصف الآخر لعائلته، مضيفا أنه قام بربطه بتلك الطريقة من أجل تثبيته على دراجته الهوائية.
كما أكد المتحدث أنه لم يكن على دراية بالفيديو ولا بحجم الانتشار الذي وصل إليه ولم يعرف موثقه لحدود الآن، إلى أن أخبره جاره بأن الفيديو أصبح حديث المغاربة وغيرهم من دول أخرى.
وأعرب “مول البيكالة” عن فرحه الشديد بما قدمه وبما خلفه الفيديو من دعوات الخير من الناس له، رغم أن محاولات استقدامه من طرف هيئات ومؤسسات عدة بهدف التكريم باءت بالفشل مرات عديدة، إلى أن تم إقناعه في الأخير وجلبه لهذا التكريم في مجلس جهة مراكش آسفي.
جدير بالإشارة أن هذه الالتفتة التكريمية جاءت على هامش الدورة العادية لمجلس جهة مراكش آسفي لشهر أكتوبر، المنعقدة بشكل استثنائي بمقر عمالة اقليم الحوز، كنوع من التضامن مع الاقاليم المنكوبة بعد الزلزال، والتي تشهد ضمن جدول أعمالها، تعديل ميزانية التجهيز برسم السنة المالية 2023، مثلها مثل باقي جهات المملكة، للمساهمة في التخفيف من الآثار الناجمة عن الزلزال الذي دمر إقليم الحوز وعددا من أقاليم المملكة.