تتواصل بمدينة الدار البيضاء فعاليات الدورة الثلاثين من تظاهرة “أسابيع الفيلم الأوروبي بالمغرب”، التي تتيح للجمهور المغربي، إلى غاية فاتح مارس المقبل، مشاهدة باقة مختارة من أفضل الأفلام الأوروبية.
ويضرب الجمهور، خلال هذه الدورة، موعدا مع أبرز الإنتاجات السينمائية الأوروبية في أربع مدن مغربية وهي الدار البيضاء (14-21 فبراير الجاري) والرباط (23 فبراير الجاري إلى فاتح مارس المقبل) ومراكش ( 16 -23 فبراير الجاري) وطنجة (20 -27 فبراير الجاري).
وتعد هذه التظاهرة الفنية السينمائية مناسبة لتسليط الضوء على المرأة في السينما ، حيث أن من بين الأفلام الأحد عشر المعروضة، هناك ستة أفلام لمخرجات.
وشهد حفل الافتتاح الذي أقيم الأربعاء بسينماLutetia بالدار البيضاء، عرض الفيلم الطويل ” Anatomie d’une chute”للمخرجة جوستين تريت، الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان 2023 وجائزتي غولدن كلوب لأحسن سيناريو في نفس السنة، بالإضافة إلى 11 ترشيحا لجائزة السيزار و5 لجوائز الأوسكار و7 لجوائز BAFTA.
وفي سياق هذا الحدث،صرح علي حجي، المدير الفني لأسابيع الفيلم الأوروبي، أن هذه التظاهرة الفنية تساهم، منذ إحداثها، في الترويج للفن السابع وتقديم أفلام لعشاق السينما الجادة، وحاملي القيم الكونية”.
وأبرز حجي أن هذه السمعة العالية هي التي سمحت لهذا الحدث السينمائي بالاعتماد على جمهور مخلص ومتحمس، والذي يكبر سنة تلو الأخرى ويستحق الإشادة به”، مشيرا إلى أنه سيتم، على هامش هذه التظاهرة، تنظيم سلسلة من الورشات حول المهن السينمائية، للسنة الثانية على التوالي، إلى جانب عروض الأفلام.
من جانبها، اعتبرت سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، باتريسيا لومبارت كوساك، أن النسخة الـ30 لأسابيع الفيلم الأوروبي تعد رقما ذو دلالة رمزية كبيرة يشهد على عراقة ومتانة وعمق العلاقة بين ثقافاتنا، رقم يدل كذلك على المكانة المهمة التي تحتلها الثقافة في مجتمعاتنا لتسهيل التعارف وفهم الآخر”.
وأبدت السفيرة تطلعها في تحقيق “المزيد من الإنتاجات المشتركة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، لإثراء المشهد الثقافي بشكل عام والمشهد السينمائي بشكل خاص”، باعتباره جانبا أساسيا في الشراكة القوية والاستراتيجية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مؤكدة أن هذا الحدث السينمائي المتميز يندرج في إطار التعاون الثقافي بين الاتحاد الأوروبي والمغرب والذي يعرف تزايدا مهما منذ عدة سنوات.
وأبرزت أن أسابيع الفيلم الأوروبي، منذ إحداثها سنة 1991، أتاحت للجمهور المغربي فرصة التعرف على أوروبا بشكل أفضل، واكتشافها بتنوعها وتعددها، مضيفة أن هذا الحدث يمثل “لقاء الثقافات، بما يتجاوز المفاهيم المسبقة” والأفكار والصور النمطية”.
وأكدتلومبارت كوساك أن هذه الدورة “تعكس أيضا قيمنا المشتركة بشكل أكبر أولا، لأنها تحتفي بالنساء المخرجات حيث تتعدى الأعمال الموقعة من طرف النساء تلك التي أخرجها رجال وثانيا لكونها تجسد غنى التعاون المرتكز على التنوع حيث أن أغلب الأفلام المبرمجة تجمع بين مشاركين من بلدان مختلفة”.
وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى فيلم ” Anatomie d’une chute”،فإن النظرة الأنثوية ممثلة بالفيلم الإيطالي ” La Chimère”و”Club Zero”،ومن خلال الشخصيات الرئيسية في الأفلام المعروضة.
وبالإضافة إلى الأفلام الطويلة الأوروبية الثمانية، تتضمن القائمة ثلاثة أفلام قصيرة من جنوب البحر الأبيض المتوسط، ويتعلق الأمر بفيلمين لمخرجتين مغربيتين: فيلم أيور (القمر) للمخرجة زينب واكريم الحائزة على جائزة مهرجان كان، وفيلم “على قبر أبي” للمخرجة جواهن زنتار، وفيلم “إذا الشمس غرقت في بحر الغمام” لوسام شرف.
ويتم تقديم ورشات تمهيدية لفائدة الشباب مجانا، من أجل السماح لهم باكتشاف المهن في السينما، وتبادل الرؤى مع المهنيين ذوي الخبرة.
جدير بالإشارة أن أسابيع الفيلم الأوروبي، تنظم منذ سنة 1991، من قبل الاتحاد الأوروبي في المغرب بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والمركز السينمائي المغربي، ومؤسسة هبة، ومؤسسة علي زاوا، ومؤسسة الشرق والغرب والمدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش.ويستقطب هذا الحدث الفني ما يقرب من 12 ألف زائر كل سنة.