أهدت المخرجة المغربية أسماء المدير، المتوجة ب”النجمة الذهبية” في الدورة الـ20 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.
وبعد أن عبرت أسماء المدير عن خالص شكرها وامتنانها لجلالة الملك، في كلمة لها خلال حفل اختتام الدورة، وجهت إهداءها لصاحب الجلالة قائلة: “لقد خلقت لنا أكاديمية كرة القدم فوصل أبناؤك إلى نصف نهائي كأس العالم. ولقد خلقت لنا أيضا مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ثم ورشات الأطلس، وها نحن اليوم، أبناء ورشات الأطلس، نزأر في مراكش ونفوز بنجمتنا الأولى، نهديها لك يا صاحب الجلالة”.
كما أهدت أسماء المدير هذه الجائزة لصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
خريجةُ “برنامج ورشات الأطلس”، برنامج للصناعة السينمائية وتطوير المواهب الذي أطلقه المهرجان الدولي للفيلم بمراكش سنة 2018، أسماء المدير، استحضرت في هذا الإطار، قصتها مع هذا البرنامج، بقولها “كنت أجري وراء عتبات (بلدي كاونتري كلوب، الذي يستضيف الورشات) بدفاتري، أبحث عن هذا المخرج وأطلب من ريني بونوم “من فضلك أريد سويعة واحدة مع المبرمج ومع هذا الكاتب لكي لا أضيع أي فرصة في ورشات الأطلس”.
من جهة أخرى، أبدت المدير عن شكرها لأعضاء اللجنة التنظيمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بمن فيهم ميليتا توسكان دو بلونتيي، مستشارة رئيس المؤسسة، وريني بونوم، المدير الفني للمهرجان، وعلي حجي، المنسق العام للمهرجان.
واختتمت كلمتها بالقول “نحن خريجو هذه المؤسسة (مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش) صنعنا اليوم هذه النجمة التي ستهدى لكل المغاربة التي كانوا ينتظرونها كثيرا”.
هذا، وتتطرق أسماء في فيلم “كذب أبيض”، أحداثا واقعية تعود إلى سنوات الرصاص، التي انطلقت شرارتها في سنة 1981 بالدار البيضاء وشهدت أكبر انتفاضة ضد غلاء المعيشة راح ضحيتها مغاربة خرجوا للنضال من أجل تحسين أوضاعهم الاجتماعية، ليجدوا أنفسهم جثثا هامدة على الأرض رميا بالرصاص، أو بداخل معتقلات أجلت وفاتهم اختناقا بفعل الاكتظاظ.
وفضلت المدير العودة بالذاكرة إلى الماضي بشهادات تُروى على لسان شخصيات عاشت الحدث الأسود في تاريخ المغرب، ضمنها جدتها التي كانت تتمتع بشخصية قيادية وسلطوية تعكس مفهوم السلطة آنذاك في المملكة.
وكما وظفت أسماء المدير صوتها ضمن الوثائقي، تسرد خلاله وقائع من الماضي مرتبط بذكرياتها في منزل والديها في الدار البيضاء، لتكتشف حقائق تحيلها على مرحلة مهمة في تاريخ المغرب.
وتعد هذه أول مرة تؤول فيها الجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لمخرج مغربي.
وإلى جانب الجائزة الكبرى، حضر المغرب في قائمة المتوجين بجوائز الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش أيضا، من خلال فيلم “عصابات” للمخرج كمال الأزرق الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم مناصفة مع المخرجة لينا سوالم من فلسطين عن فيلمها “باي باي طبريا”.
وكانت السينما المغربية حاضرة بقوة خلال هذه الدورة بإجمالي خمسة عشر فيلما شاركت في مختلف أقسام المهرجان، من ضمنها مجموعة مختارة من خمسة أفلام روائية ووثائقية من آخر الإنتاجات السينمائية الوطنية ضمن قسم “بانوراما السينما المغربية”. وتميزت هذه الدورة أيضا بتكريم المخرج المغربي الموهوب، فوزي بنسعيدي، ومنحه “النجمة الذهبية” للمهرجان