للعام الثالث على التوالي، مازالت سلطات حركة طالبان القابضة على الحكم في أفغانستان بيد من حديد، تمنع الفتيات من ارتياد المدارس الثانوية مع بداية الموسم الدراسي، الذي أعلنت الحركة عن انطلاقه أمس الأربعاء، الذي يوافق اليوم الأول من السنة الأفغانية.
وبعد أقل من سنة على عودة حركة طالبان إلى السلطة، منعت في مارس 2022 الأفغانيات من متابعة الدراسة في المدارس الثانوية، كما منعت في دجنبر 2022 النساء من الولوج إلى الجامعات الأفغانية الرسمية، التي انطلق موسمها الدراسي قبل فترة قصيرة.
ومن أجل محاربة هذه الظاهرة، ظهرت بدائل عبر الانترنت إلا انها اقتصرت على الفتيات اللواتي لديهن خدمة الانترنت، بالإضافة إلى أن التلميذات والمدرسات يعتبرن أنها لا تعوض التدريس وجها لوجه، ناهيك عن أنها لا تضمن مستقبلا مهنيا، لأن المدارس الثانوية لا تقدم شهادة معترفا بها.
وباتت أفغانستان، منذ صدور هذا القرار المجحف بحق الأفغانيات، الدولة الوحيدة في العالم التي تُمنع فيها الفتيات من الدراسة بعد المرحلة الابتدائية.
وفي سياق ذلك، جددت سلطات طالبان، كعادتها منذ منعها الفتيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية، تأكيدها على أنها تعمل على وضع نظام يتماشى مع تفسير الحركة للشريعة.
وفي الوقت الذي تطبق فيه حركة طالبان إجراءاتها القمعية ضد المرأة منذ استيلائها على السلطة في غشت 2021، ، تندّد الأمم المتحدة بسياسات طالبان وتعتبر أنها تكرّس التمييز و”الفصل القائم على النوع الاجتماعي”.
ودعت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان (أوناما) السلطات إلى “وضع حد لهذا المنع غير المبرر والضار، مضيفة بأن “التعليم للجميع أساسي من أجل السلام والازدهار”.
هذا، ومنذ عودتها إلى السلطة في غشت 2021، زادت حركة طالبان تدريجاً التدابير المقيّدة للحريات، لا سيّما في حقّ النساء، فبالإضافة إلى أنها منعت الفتيات من ارتياد المدارس الثانوية والجامعات، حرصت أيضا على استبعاد النساء من غالبية الوظائف العامة أو أعطين أجوراً زهيدة لحضّهن على البقاء في المنزل.
ولم يعد بمقدور المرأة الأفغانية أن تسافر من دون محرم، وأصبحت مجبرة على ارتداء البرقع. ومنعت طالبان النساء أيضا من ارتياد المتنزهات والحدائق وصالات الرياضة والمسابح العامة.
وتشكل مسألة معاملة النساء عقبة رئيسية أمام إقامة المجتمع الدولي علاقات دبلوماسية مع أفغانستان التي لا تعترف أي دولة بحكومتها الحالية.