بدأت إسبانيا لأول مرة بنقل الغاز إلى المغرب عبر خط أنابيب المغرب العربي-أوروبا مؤكدة أنه ليس غازًا جزائريًا، في حين توقفت الجزائر عن توفير الغاز عبر هذا الخط باتجاه إسبانيا منذ نهاية أكتوبر الماضي على خلفية أزمة دبلوماسية.
وقالت مصادر في وزارة التحول البيئي الإسبانية لوكالة فرانس برس إنه “استنادا الى العلاقات التجارية وحسن الجوار تم أمس (الثلاثاء) ارسال أول شحنة غاز طبيعي مسال عبر خط أنابيب المغرب العربي-اوروبا بعد أن اشتراها المغرب من الأسواق الدولية ووصلت الى محطة اسبانية لإعادة تحويلها إلى غاز طبيعي”.
وقال المصدر ذاته لفرانس برس ان “إجراءات اعتمدت لإصدار إفادة تضمن ان الغاز (المنقول من إسبانيا الى المغرب) ليس جزائرياً”.
وكانت الجزائر قد هددت في أبريل الماضي بفسخ عقد نقل الغاز الى إسبانيا إذا قامت مدريد بنقل الغاز الجزائري “إلى وجهة ثالثة” في إشارة ضمنية إلى المغرب.
وقالت مصادر في وزارة التحول البيئي إن مهمة شركة إنغاز Enagas التي تدير شبكة الغاز الإسبانية هي “التحقق من مصدر الغاز الطبيعي المسال” الذي يشتريه المغرب وبعد تفريغ الشحنة إصدار شهادة مع “البيانات ذات الصلة” وبالتالي “تجنب تصدير غاز لم يتم تفريغه لهذا الغرض”.
لكن قيام إسبانيا بنقل الغاز عبر خط الأنابيب هذا ليس بالأمر البسيط في اطار العلاقات المعقدة بين الجزائر والمغرب. ومن تترقب اسبانيا باهتمام كبير رد فعل الجزائر.
والحكومة الجزائرية مستاءة الآن من إسبانيا منذ أن قرر رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز في مارس الماضي دعم خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء.
ردا على تغيير الموقف هذا، استدعت الجزائر سفيرها في إسبانيا ولم تستبعد سوناطراك شركة النفط والغاز الجزائرية رفع سعر الغاز المسلم لإسبانيا.
كما علقت السلطات الجزائرية مطلع يونيو معاهدة تعاون مع إسبانيا بينما أعلنت هيئة مصرفية رئيسية في الجزائر فرض قيود على المعاملات التجارية مع مدريد.
وتراجع اعتماد إسبانيا على الغاز الجزائري بشكل كبير منذ وقف خط أنابيب غاز المغرب العربي-أوروبا، لكن ما يقارب ربع الغاز الذي تستورده إسبانيا كان لا يزال يأتي من الجزائر في الربع الأول مقارنة بأكثر من 40% في عام 2021، وفقًا للشركة المشغلة لشبكة الغاز الاسبانية.