الولايات المتحدة تنفذ أول إعدام بحق شخص متحوّل جنسياً. ويتعلق الأمر بأمبر ماكلاغلين ذات التسعة وأربعين عاماً التي قتلت صديقتها السابقة في عام2003 بضواحي مدينة سانت لويس بولاية ميزوري.
وكانت ماكلاغلين قتلت شريكتها السابقة –قبل أن تتحول جنسياً- في ضواحي مدينة سانت لويس بولاية ميزوري لأنها لم تتقبل قرارها بالانفصال، وظلت تضايقها لدرجة أن صديقتها السابقة حصلت على تدابير حماية وقائية من طرف الشرطة.
لكن في يوم الجريمة، كانت ماكلاغلين تنتظر شريكتها أمام مقر عملها بسكين، وقامت باغتصابها ثم طعنها قبل إلقاء جثتها بالقرب من نهر المسيسيبي وفقاً لوسائل إعلام أمريكية.
وتعتبر ولايتا ميزوري وإنديانا الولايتين الوحيدتين اللتين تصرحان لقضاتهما بفرض أحكام الإعدام في غياب إجماع هيئة المحلفين. وبناءً على هذه الصيغة الفريدة، طلب محامو المتهمة من الحاكم الجمهوري مايك بارسون تخفيف عقوبتها إلى السجن المؤبد، مستندين إلى فكرة أنّ حكم الإعدام لم يصدر عن هيئة المحلّفين.
وركز التماس العفو على مجموعة متنوعة من القضايا، بما في ذلك الطفولة المؤلمة لماكلوغلين وقضايا الصحة العقلية التي لم يسمع عنها خلال محاكمة هيئة المحلفين. منذ ما يقرب عشرين عامًا.
وفي هذا الصدد، أكدت أمبر أنها عندما كانت طفلة صغيرة، كان زوج أمها يفرك وجهها بالبراز ويذهلها بمسدس الصعق. كما عانى كثيرا وبحسب إحدى الصحف ، أصيبت بالاكتئاب الشديد وحاولت الانتحار عدة مرات عندما كانت طفلة وشابة.
وذكرت تقارير صحافية أنّ ماكلوغلين بدأت في التحوّل جنسياً خلال السنوات الأخيرة لكنّها بقيت تقبع داخل القسم المخصص للرجال محكوم عليهم بالإعدام.
ومن الواضح أن عقوبة الإعدام في الولايات المتحدة الأمريكية ما تزال تثير لغطا وجدلا واسعين في البلاد بين مؤيد لها ومعارض عليها. ففي الوقت الذي يراها البعض عقوبة لا إنسانية في حق البشرية، يراها البعض الآخر ضرورة لا محيد عنها من أجل الحد من مستوى الجريمة داخل الرقعة الأمريكية.
خلال العام 1972، ألغت المحكمة العليا في الولايات المتحدة قوانين عقوبة الإعدام في قضية فورمان ضد جورجيا، وعوضت جميع أحكام الإعدام بالسجن مدى الحياة. و في وقت لاحق، أصدرت أغلبية الولايات قوانين جديدة لعقوبة الإعدام، وأكدت للمحكمة شرعية عقوبة الإعدام سنة 1976 في قضية جريج ضد جورجيا. منذ ذلك الحين، تم تنفيذ أكثر عقوبة لـفائدة 1400 مجرم، وفي عام 2015 بلغ عدد عقوبات الإعدام 28 عقوبة، لتخط الولايات المتحدة تاريخا أسود على مستوى حقوق الإنسان، كونها البلد الغربي الوحيد الذي مازال يطبق العقوبة، وكانت أول من وضع الحقنة المميتة، وطريقة التنفيذ، والتي تمت الموافقة عليها من قبل خمس ولايات أخرى.
ويشار إلى أن ماكلوغلين تعد أول شخص متحول جنسياً تُنفّذ في حقها عقوبة الإعدام في الولايات المتحدة، إلى جانب كونها أوّل شخص يُعدم خلال العام 2023.