افتتاح دار المعلمة وتنظيم مائدة السلام “نساء مراكشيات”
“فالأمر هنا، لا يتعلق بمنح المرأة امتيازات مجانية؛ وإنما بإعطائها حقوقها القانونية والشرعية. وفي مغرب اليوم، لا يمكن أن تٌحرم المرأة من حقوقه”
بمقتطف من الخطاب الملكي لعيد العرش الأخير، استهلَّت السيدة فوزية طالوت المكناسي، رئيسة شبكة الصانعات التقليديات “دار المعلمة” بالمغرب ومديرة نشر مجلة فرح، كلمتها بمناسبة افتتاح مركز دعم قدرات الصانعة التقليدية ‘دار المعلمة’ بمراكش، وتنظيم الدورة الثانية لمائدة السلام ‘نساء مراكشيات'”، مساءَ السبت 12 نونبر 2022، والتي قدمت من خلالها تعريفا شاملا بدار المعلمة التي أُنشِئت يوم 30 ماي 2008 تحت الرعاية السامية للأميرة لالة مريم من أجل تأطير وتقوية قدرات الصانعات التقليديات في مختلف جهات المملكة؛ ويصبو افتتاح المركز الجديد بجليز في مدينة مراكش إلى نفس الاتجاه حتى يتسنى للصانعات تسويق منتجاتهن بشكل أفضل وآمن، حسبما جاء على لسان رئيسة شبكة الصانعات التقليديات “دار المعلمة” بالمغرب.
برنامج ‘نساء مغربيات’ ينظم في العديد من مدن المملكة، والغاية الرئيسية منه هي تنظيم لقاءات تشاورية على شكل مائدة سلام بغية إبرام ميثاق بشكل تعاقدي لكل من المنتخبين والسياسيين والمجتمع المدني للنهوض بتنمية ثقافة احترام حقوق المرأة في الفضاء العام، إضافة إلى وضع خارطة عملية للإسهام في إحداث تحول في مناهج فهم وتطبيق الترسانة القانونية التي سنها المشرع المغربي لدى المواطن، وكذا الانخراط المباشر في الرؤية الاستراتيجية الملكية الرامية إلى ترسيخ المرتكزات الأساسية لحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين.
وتقول السيدة فوزية طالوت المكناسي رئيسة الشبكة، “بشكل أكثر واقعية، إنها مسألة تحسيس السياسيين وصناع القرار بأوضاع آلاف النساء في مدينتهم وتشجيعهم على القيام بأعمال توعوية وتحسيسية وأنشطة ثقافية لتعزيز احترام ثقافة حقوق المرأة”.
وفي نفس السياق، أفاد الدكتور عمر السالكي رئيس مجلس مقاطعة جيليز، أن هذا الحدث ينعكس بشكل إيجابي على واقع وأوضاع وحقوق المرأة المغربية بشكل عام، مضيفا “أن مجهودات دار المعلمة أثبتت أنها تختزن العديد من الطاقات والمواهب، وهو ما يظهر من خلال المنتوجات المختلفة المعروضة في هذا الفضاء، الشيء الذي يثبت أن المرأة المغربية هي شريك أساسي في تحقيق التنمية المستدامة.
وقدمت الدكتورة فاطنة سرحان، الفاعلة الحقوقية وعضو حزب الاتحاد الاشتراكي، إطار العمل التي تندرج فيه مائدة السلام ‘نساء مراكشيات’ الهادف إلى تنمية ثقافة احترام حقوق المرأة في الفضاء العام، كما تحدثت حول المرجية القانونية التي تنظم المشروع العام ‘نساء مغربيات’.
بدورها، أكدت السيدة زهرة صديق نائبة رئيسة فدرالية رابطة حقوق المرأة بجهة مراكش-آسفي، على أن برنامج دار المعلمة يساهم في تطوير قدرات الصانعة التقليدية في الخلق والإنتاج وتلقينها مبادئ التسويق، بغية حمايتها من الاستغلال التي تتعرض له من طرف الوسطاء، مشيرة إلى أنها سعيدة بالشراكة الجديدة بين فدرالية رابطة حقوق المرأة بجهة مراكش-آسفي وشبكة الصانعات التقليديات بالمغرب دار المعلمة، متمنية العمل معا من أجل ضمان مستقبل آمن لحقوق المرأة المغربية.
من جهتها، حكت السيدة رشيدة داوود من تطوان ، وهي صانعة تقليدية حضرت افتتاح أشغال الدورة باسم الصانعات التقليديات ، عن تجربتها الرائعة مع دار المعلمة “التي كان لها الفضل في تنوير الصانعات التقليديات بتطوان، فقد كنا نعاني من الاستغلال لجهلنا أساليب التسويق والبيع والشراء، ومنذ التحاقنا بالشبكة أصبحنا نبيع منتجاتنا في فضاء آمن يضمن حقوقنا ويساعدنا على توسيع مداركنا الإنتاجية”، مضيفة أن أنشطة دار المعلمة مكنتهم من التعرف على أشخاص جدد يقدرون عملهن الذي طبعته أنامل صانعات بسيطات تفننن في تشكيل زخارف تحمل الطابع المغربي التقليدي.
وحضر الافتتاح كل من السيد أنور دبيرة تلمساني رئيس قسم العمل الاجتماعي ولاية مراكش اسفي ، والدكتورة سعيدة ماهر المكلفة بمهمة وكالة الشرق، والشاعر والكاتب حفصة البكري لمراني وأيضا الفنانة المقتدرة أمال التمار، والديفا المغربية كريمة الصقلي التي غنت قصيدة تراثية بعنوان ‘سلبت ليلى’، والتي سلبت فيها بالفعل قلوب الحاضرين الذين تغنوا بصوتها الرائع.
وتجدر الإشارة إلى أن أشغال طاولة السلام نتج عنها العديد من القرارات المهمة التي سيتم إرسالها فيما بعد إلى صناع القرار والمدراء كجزء من الكتاب الأبيض التي سيتم إنجازه قريبا.
ويندرج المشروع ضمن مشروع “بركة: شباب ضد العنف”. بتمويل مشترك من قبل الإتحاد الأوروبي، وتنفيذٍ من منظمة أوكسفام بالمغرب، واتحاد رابطات حقوق المرأة بمراكش – آسفي، وجمعية غورارا للفنون والثقافات كونتاكت..
هاجر الرفاعي وعلاء البكري