خلال حفل أقامته على شرفها أودري أزولاي، المديرة العامة للمنظمة الأممية بقر اليونسكو بباريس، ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، مراسيم التوقيع على اتفاقية للشراكة بين المؤسستين.
وتركز اتفاقية الشراكة الأولى الموقعة لمدة خمس سنوات، بالدرجة الأولى، على برنامج اليونسكو لتعليم الشباب في مجال التراث العالمي والقيام بأنشطة لفائدة الشباب المغربي والإفريقي.
وفي بادرة تعد الأولى من نوعها في العالم، قامت المؤسسة بتكييف حقيبة أدوات تعليمية صممتها اليونسكو لتتماشى مع السياق المحلي، قصد مساعدة الشباب على اكتشاف وفهم تراث مدينتهم.
ففي دجنبر 2022، تم نشر هذه الحقيبة التعليمية في نسختها الثانية تحت عنوان “اكتشف تراث مدينتي” ، لدى 4700 تلميذا من 62 إعدادية في أكاديمية الرباط-سلا-القنيطرة. وقد قام هؤلاء التلاميذ تحت إشراف أساتذتهم، وبتوجيه من المتخصصين المهنيين في التراث: علماء الآثار، مهندسون معماريون، القيمون على المواقع ومفتشو الآثار التاريخية، بتناول المعالم الأثرية للمدينة المصنفة تراثا عالميا من لدن اليونسكو.
بعد ذلك، سيتم تنفيذ أنشطة للتحسيس والتوعية والنهوض بالتراث الثقافي لدى الجمهور العريض، على غرار المعرض الحضري “الرباط، تراث عالمي”، الذي افتتحته صاحبة السمو الملكي في ثامن يناير الجاري على هامش الاحتفاء بإدراج الرباط ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وهو معرض يسلط الضوء على القيمة العالمية المتميزة لمدينة الرباط، من خلال لوحات إعلامية وسلسلة من الصور للمكونات الثمانية للتراث المدرجة في قائمة التراث العالمي ومنطقتها العازلة.
وتلتزم اليونسكو ومؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط بالقيام بالعمل التراثي في القارة الإفريقية. وسيشمل هذا العمل المشترك تنفيذ اتفاقية التراث العالمي بشأن المواقع المصنفة في المغرب وإفريقيا.
كما تنص اتفاقية الشراكة على برامج لتعزيز قدرات الفاعلين في مجال التراث الذين يديرونه ويحافظون عليه في الرباط والمغرب وإفريقيا، والمشاركة في مختلف التظاهرات الوطنية والدولية التي تنظمها اليونسكو.
جدير بالذكر أن مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط التي تترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، تعمل على ضمان استدامة ونقل القيم التاريخية والمعمارية والفنية والمجالية، المادية وغير المادية المرتبطة بالتراث الثقافي للرباط. ولتحقيق هذا الهدف، تسهر المؤسسة على حماية التراث، وتعمل على تشجيع التنسيق بين الفاعلين المعنيين بالمحافظة على التراث، وعلى التحسيس والتعريف بأهميته، إضافة إلى تقييم وضعية الحفاظ على هذا التراث.