حواراتقصة الغلاف

الاخصائية دنيا لحديي- حياتنا بعد الحجر الصحي لن تكون أبدا مثل حياتنا من قبل ولكن يمكننا وضع اهداف لها لنعيش بشكل افضل

دنيا لحديي اخصائية مغربية

حياتنا بعد الحجر الصحي لن تكون أبدا مثل حياتنا من قبل ولكن يمكننا ان نتعلم كيف نضع اهدافا لها لنعيش بشكل افضل والاهم لنحيا بأمل

حوار مجلة فرح                                                                                                    تحميل صورة الغلاف

دنيا لحديي شابة مغربية طموحة، هادئة الطباع ومهنية متمرسة، هي أخصائية نفسية خريجة المدرسة العليا لعلم النفس بالدار البيضاء وحاصلة على دبلوم جامعي في العلاج المعرفي والسلوكي من كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء ومن نفس الكلية حصلت على دبلوم جامعي اخر في علم الجنس

كما درست طب النفس السلالي بجامعة باريس 13 بفرنسا وحاصلة على تكوين  في الوقاية من  المخاطر النفسية والاجتماعية

تعمل حاليا بالجامعة الدولية بالدار البيضاء، في قسم خاص بالاستماع ودعم الطلبة وتنظيم حلقات نقاشية وتوجيه الطلبة لاختيار مجالات الدراسة

سبق واشتغلت في مجال علم نفس الشغل وتدبير الموارد البشرية  في مجموعة  GeoAgility  وكانت مسؤولة في نفس المجموعة عن مهام الوقاية من المخاطر النفسية والاجتماعية، ايضا كانت مسؤولة عن منصة استماع ومرافقة نفسية عبر الهاتف مع شركة PsyPhone ولها كذلك تجارب اخرى من بينها مستشارة نفسية بمدارس خاصة (مستوى

الاعدادي والثانوي) واشتغلت في المرافقة النفسية للأطفال عبر ورشات علاجية في عيادة PsychoSens

الاخصائية دنيا لحديي، ضيفتنا لهذا العدد الخاص ايضا والذي ينضاف لاعدادنا السابقة في مواجهة جائحة كورونا

دنيا لحديي اهلا بك على صفحات مجلة فرح

تماشيا مع متابعتنا ومحاولتنا التركيز على كيفية تجاوز زمن الجائحة، نود ان نسالك كأخصائية مرافقة للطلبة سواء في  تنظيم الحلقات النقاشية او التوجيه الدراسي هل كنتم تقومون بحلقات نقاشية عن بعد اثناء الحجر الصحي؟

الجامعة التي اشغل فيها منذ اربع سنوات منصب مسؤولة مكتب الانصات والتنمية البشرية (جامعة الدار البيضاء الدولية)، تولي أهمية كبيرة للصحة النفسية للطالب. علاوة على ذلك ، كانت من بين الجامعات الأولى في المغرب التي أنشأت مكتب انصات يديره اخصائي نفسني، ومكرس حصريا لطلابها لمرافقتهم ودعمهم وتوجيههم في مشاكلهم، سواء كانت شخصية أو دراسية.

وخلال فترة الحجر الصحي هاته، تم تعزيز الإجراءات، وأرسلنا رسائل إلكترونية إلى جميع الطلبة لإبلاغهم أننا نوفر لهم خدمة الاستماع عن بعد في حالة الحاجة لذلك، وبالتوازي نقوم بتنظيم حصص توعية ومرافقة عبر العديد من التطبيقات،  فمشاركة بعضنا البعض إشكالية ما يجعل التعايش معها أقل صعوبة.

ولنبقى دائما في نفس السياق، كيف تهيئون الطلبة للاستعداد لما بعد الحجر الصحي مع استمرار التعايش مع حالة الطوارئ الصحية، هل ترين ان الطالب سيعود لفصله مثل الاول او ان هناك تداعيات نفسية للحجر الصحي وبماذا تنصحين سواء الطلبة او اباءهم او حتى اساتذتهم والمشرفين عليهم؟

من خلال حصص التبادل التي نقوم بتنظيمها مع طلبتنا تحت عنوان (أنا طالب في مواجهة الحجر الصحي)، نقوم بعمل من المنبع مع أعضاء هيئة التدريس وكذلك بالتعاون مع أولياء الأمور حول ما بعد الحجر الصحي، فالسياق الحالي المرتبط بـكوفيد19، يثير العديد من المخاوف  لدى الطلبة، وأصعب شيء بالنسبة للطالب حينما يشعر بالشك وعدم اليقين،  بحيث اصبح كل شيء مبهم بالنسبة لهم، تاريخ الامتحان غير معروف، شروط إجراء الاختبارات ايضا وكذلك وقبل كل شيء طرق المراجعة التي تغيرت فجأة… انقلب كل شيء رأسا على عقب بالنسبة لهم.

بدات اولا بالتفسير لهم انه لا احد منا كان مهيئا ليعيش هذا الحدث… ولكن كل فرد فينا يمكنه ان يجد الموارد الاساسية للخروج من هاته الاشكالية كل حسب طريقته الخاصة ولذلك لا يجب ان نقارن انفسنا بالأخرين

وأنه من الضروري أن تخطط للمستقبل بشكل إيجابي للخروج منتصرا من هذا الحجر الصحي، ولتكن فرصة نغتنمها من أجل العمل على ذواتنا، مساءلتها ووضع خطة عمل للوصول إلى الشخص الذي نرغب ان نكونه ، وهذا سيسمح لهم بان يعيشوا تجربة الحجر الصحي كممر بين ما هم عليه الان وما يرغبون ان يصبحوا عليه مستقبلا  وليس كنهاية أوفترة من القلق والتوتر.

اما عما يمكن ان اقدمه كنصائح:

– من أجل التغلب على الضغط الذي قد يتعرضون له (المتعلق بالخوف من العدوى في حد ذاتها، أو تهديد موت وهمي، أو من الممنوع والحد من الحرية)، أنصحهم بالتواصل فيما بينهم، بإنشاء مجموعات واتساب مثلا مع زملائهم، والسؤال عن أخبار عن كل منهم… وهذا يسمح لهم بالتغلب على الملل والعثور على موارد جيدة لتحفيز أنفسهم، التواصل الاجتماعي ضروري لتحقيق التوازن لدينا

– أنصحهم أيضًا بالوثوق في أقربائهم (الأشخاص الذين يعيشون معهم)، لإخبارهم بما يشعرون به فيما يتعلق بالوضعية التي نعيشها، أذكرهم أنه من الطبيعي أن يشعروا بشعور مزعج، بل انه من المقلق عدم الشعور بمشاعر مختلفة (سواء كانت إجابيه  أو سلبية)

  • انصحهم ايضا بالتقليل من البحث عن اخبار كورونا، ان نعرف اخبارا حول هذا الفيروس هو امر جيد وبالأخص من مصادر موثوقة ولكن لا يجب ان يتحول الامر الى نوع من الهوس

 انت ايضا خبيرة في علم الجنس واكيد صادفتك حالات لعائلات طلبت مساعدتك او استشارتك، بماذا تفسرين ارتفاع حالات العنف الاسري التي ظهرت في العديد من الاسر اثناء فرض الحجر الصحي، بعضها تم التبليغ عنها ووصل عددها ل 892 شكاية غير التي لم يعلن عنها طبعا وبقيت حبيسة الجدران؟

في هاته الأوقات العصيبة التي نمر منها بسبب جائحة كورونا، يكون للحجر الصحي نتيجة محزنة تتجلى في زيادة العنف المنزلي والأسري، يمكن أن يأخذ العنف المنزلي شكل تعنيف نفسي (تحرش نفسي، شتائم وتهديدات) أو جسدي (مثل الاعتداء والضرب) أو جنسي (الاغتصاب والملامسة) أو اقتصادي (الحرمان من الموارد المالية وجعل الشخص في حالة اعتماد على الاخر).

هناك أشخاص يجدون صعوبة في إدارة عواطفهم، بما في ذلك الإحباط، ويلقون بتعاستهم على الآخر ومع ضرورة الحجر الصحي، هناك منافذ وأماكن أقل لتخفيف الضغط، مثل الأشياء التي كنا نقوم بها، سواء في المقاهي أو أماكن العمل … إلخ.

ان تسجن بشكل مستمر في مكان واحد قد يكون عاملا خطيرا ومهما للمرور لارتكاب أعمال عنيفة.

هناك تخصص لم يشكل لك فقط مهنة وانما ايضا هو ولع قديم وهو البحث في الثقافات والحضارات فهل هذا ما جعلك تدرسين ايضا طب النفس السلالي؟ Ethnopsychiatrie

نعم، في الواقع أنا أحمل الكثير من الاهتمام للحضارات والثقافات، بالإضافة إلى أنني حتى في علاقاتي الشخصية، أخذ في الاعتبار معتقدات وثقافة الأشخاص الذين ألتقي بهم، وفي الجانب المهني درست الطب النفسي العرقي (السلالي)  من أجل مرافقة افضل للأفراد الذين يلجؤون لي، لأنه مجال دراسة يعطي أهمية كبيرة للثقافة كرافعة علاجية وقد ساعدني كثيرًا في إنشاء إطار من الثقة مع عملائي، حتى يتمكنوا من التعبير عن أنفسهم بسهولة أكبر دون الشعور بأي حكم من قبلي.

من بين هواياتك الكتابة، هل وجدت في هاته الفترة متسعا لذلك واي نوع من الكتابات تستمتعين ببثها على دفاترك؟

منذ أن كنت طفلة صغيرة، كنت أنتظر بفارغ الصبر يوم الخميس حتى يأتي والدي حاملا معه جريدة، « l’opinion »  ،  حتى أتمكن من قراءة جميع القصائد وقصها ووضعها في دفتر ملاحظات احتفظ به حتى يومنا هذا.

أحب قراءة السير الذاتية، أحب كل ما يعبر عن الواقع … من بين أهدافي الانتهاء من كتابة كتاب بدأته منذ 16 سنة، هو سيرة والدتي، شخصيتها لا تتوقف أبدا عن ابهاري، لذلك في كل مرة أضيف فيها فصلا… لقد غيرت عنوانه ملايين المرات، في هذه اللحظة أفكر في الاحتفاظ بعنوان “أمي الوزاني عائشة”

دنيا الانسانة وبعيدا عن مهنتها وان كان من الصعب ان تتجردي من مهنتك الانسانية ونعرف ذلك ولكن، اكيد  لك اوقات ترغبين ان تبتعدي عن اية استشارة واي هواجس، هاته اللحظات الشخصية كيف كنت تقضينها في رمضان في هاته الظرفية ومن شعرت انه الاقرب لك فيها؟

صدقا، هي مرحلة صعبة بالنسبة لي، بالأخص اني زوجة وأم لطفل عمره سنتين ونصف وفي نفس الوقت اقول الحمد لله انهم معي، فبعد يوم مرهق من العمل، اقول بيني وبين نفسي، لا يهم طالما سأحظى برفقة طيبة تنتظرني بالبيت، نحاول ان نستمتع بلحظات الفطور سوية وأن نبقى على صلة مع العائلة عبر اتصالات بالفيديو للشعور بهذا الجو العائلي التي تتقاسمه عادة كل الاسر المغربية في رمضان، اما اذا شعرت اني في حالة سيئة فاني اتصل بعفوية بأختي الكبرى او صديقتي المقربة من اجل ان ابثها ما اشعر به واحظى ببعض القوة، هما يشكلان أخصائيتان نفسيتان بالنسبة لي…

دنيا تعشق القفطان ايضا وهو احد رموز الطقوس الرمضانية بالمغرب فهل تستمتعين بارتدائه ايضا على عشاء رمضاني مع العائلة وفي عيد الفطر وماذا يشكل لك وانت الباحثة في التراث والحضارات؟

بابتسامة تجيب: ارى انكم تعرفون اخبارا كثيرة عني، نعم بالفعل انا اعشق القفطان المغربي، وهو حب توارثته عن جدتي، كنت اشعر بالانبهار كلما رايتها ترتديه، وتضع عليه اكسسوارات تقليدية وكانت ترتديه يوميا بالبيت ولا تنتظر المناسبات لتفعل ذلك، كنت منبهرة بأدق تفاصيله، طريقة التطريز، طريقة الترصيع باليد، الاثواب والخياطة الراقية.. بالنسبة لي احاول ان ارتديه في رمضان لأمرر لابني بعض القيم وتقاليدنا الاساسية، وليعرف ايضا جمالية واهمية ليالي رمضان، اريده ان يحتفظ منها بذكريات جميلة، وطبعا بديهي ان ارتديه يوم العيد لأبدو اجمل، وانا سعيدة لأن القفطان المغربي استطاع ان يصل للعالمية بعدما اقحمته دور ازياء عالمية واختاره مصممون معروفون لعروض الازياء، اصبح له معجبين في كل مكان وخارج حدود المغرب

عملت ايضا في المرافقة النفسية للأطفال، الطفل اكثر شخص ربما احس بتداعيات هذا الحجر الصحي، الذي حد من حركته ومنعه من اللقاء بأصدقائه واللعب في فضاءات فسيحة ليفجر طاقته الهائلة التي تسكن جسده الصغير، والطفل ايضا ليس بالإنسان الكبير الذي يمكنه ان يستوعب ضرورة الحفاظ على الاساليب الوقائية اذا ما عاد لمدرسته ومحيطه، بماذا تنصحين الاباء لتهيئ اطفالهم لمرحلة ما بعد الحجر الصحي وكيف يمكنهم حمايتهم مع استمرار الطوارئ الصحية نتيجة طبعا كما هو معروف عدم ايجاد لقاح للان لفيروس كورونا المستجد ومخافة اصابتهم او نقلهم للعدوى فالمرحلة الموالية لن تكون مرحلة فك شامل للحجر بكل تأكيد

فترة الحجر الصحي سوف تنتهي اجلا ام عاجلا، وسيتوجب علينا ان نعود للحياة الحقيقية ولن يكون ذلك سهلا سواء على الاباء او على ابنائهم، لأنه وان كان للحجر الصحي سلبياته فله ايضا مميزاته، هي مميزات وايجابيات سيكون من الصعب على الطفل التخلي عنها.

ستكون هناك فترة بالتأكيد بين الاعلان وتاريخ العودة مما سيترك للآباء الوقت الكافي لتهيئ اطفالهم للعودة للدراسة.

من الافضل ان يفسروا لهم بشكل مبسط جدا الوضعية، مع التركيز على كل مميزات هاته العودة للدراسة.

في مواجهة كل هاته التغيرات، فان الطفل يجد نفسه بدون موارد داخلية، ليستطيع ان يتجاوز هاته الوضعية، وهنا يدخل دور الاباء من اجل ان يساعدوا الطفل على التخفيف من شعوره هذا، وحسب سن الطفل، يمكننا ان نفسر له ما يحدث في الواقع وماذا يمكننا ان نقوم به لتجاوز الوضع، هذا التواصل يجب ان يكون بكلمات بسيطة وبالأخص دون اعطاء معلومات كثيرة غير مهمة وقد ترهق تفكيره اكثر.

المطلوب منا هو ان نكون لدى حسن الاستماع  وان نستشعر أي ردة فعل محتملة من الطفل (اضطرابات النوم او الاكل، الاضطرابات السلوكية) ، ستكون العودة كأنها دخول مدرسي ثان، سيكون هناك بعض من القلق بكل تأكيد، ولكن لمعظم الاطفال قد يكون ذلك ايضا مصدرا للفرح بعد اسابيع من الحجر الصحي والاطفال مسجونين في بيوتهم، سيكون الاطفال مستعجلين للقاء بأصدقائهم وايضا مدرساتهم واكيد يحنون لأجواء الفصل الدراسي.

سبق وكنت مسؤولة عن منصة استماع ومرافقة نفسية عبر الهاتف ونعرف ان هناك منصة كانت خاصة بحالة الطوارئ اسسها اخصائيون نفسيون لدعم الاسر والاطفال خلال الحجر الصحي بالمغرب؟ هل ترين انها ساهمت شيئا ما في التنفيس عن الافراد وكيف يمكن لأخصائي نفسي متابعة شخص محبط أو اصيب بالاكتئاب نتيجة تبعات الحجر الصحي والتخوف من جائحة لم يعتد على ان يعيشها؟

في فترة الحجر الصحي، عشنا جميعنا وضعية غير مسبوقة اثرت بدون ادنى شك على حياتنا وحياة اسرنا وحياتنا الاجتماعية والمهنية، الشعور بانعدام الامن، الاحساس بالقلق والتوتر كلها مشاعر قد تعرضنا للها جميعنا واكيد تكون لها تأثيرات قوية على صحتنا النفسية، فمن المهم جدا البحث عن دعم عائلاتنا واصدقائنا وجيراننا وزملائنا وايضا مهنيو الانصات، فأحيانا لا يمكننا ان نسر بما نشعر به لأقربائنا خوفا من تلقي احكام مسبقة او لأمر اخر، وفي هاته الحالة ان تحظى بالاستماع والانصات من قبل اخصائي نفسي يمكنه وضع تسمية لكل علة، هو امر جيد جدا، وإن كان من الصعب ان تقوم به بشكل متحرر اكثر خاصة لمن يعيش في بيت واحد مكون من عدة افراد ، ولكن لا يمكننا ان نعد هاته المبادرة نوعا من العلاج، هي طريقة لتقديم المساعدة لأشخاص يعانون من ضائقة نفسية. غالبًا ما يرغب الأشخاص الذين يتصلون بهاته الخدمة في التحدث عما يقلقهم، او يبحثون عن بعض الشعور بالراحة والطمأنينة، أو التواصل مع شخص لا يحكم عليهم، فهم يريدون تبديد المخاوف والقلق الذي يربكهم أحيانا، أو إيجاد حلول للتغلب على مشاكلهم لتجاوز صعوباتهم والتخفيف من محنتهم أو حزنهم

حصلت على جائزتين سنتي 2013و2014 وكانتا في التنمية البشرية ونهنئك على ذلك، وسؤالي كيف يستطيع بنظرك الموظف والعامل العودة لعمله وحياته الطبيعية تدريجيا بعد الحصر الصحي؟ مع العلم ان العديد منا كان يعمل عن بعد ولكن كيف يمكن ان ننتقل من مرحلة العمل عن بعد للعودة للعمل في حياة طبيعية شيئا ما ؟

نعم في الواقع،  لقد فزت بجائزتين، من خلال المشاركة في معرض الموارد البشرية لسنة 2013 (الدرع الفضي) وسنة 2014 (الدرع الذهبي) الذي تم تنظيمه في الدار البيضاء ، مثلت الشركة التي عملت فيها، لقد كان تحديًا حقيقيًا بالنسبة لي، ومن أعظم النجاحات التي أفتخر بها في مسيرتي المهنية، لم يكن الامر سهلا فقد كنت في بدايتي المهنية، كان عمري آنذاك 26 سنة، كان هناك مائة مدير تنفيذي مشارك يمثلون شركات كبرى، وكان علينا أن ندافع عن شركتنا في سياق التنمية البشرية في 3 دقائق أمام هيئة محلفين تضم أكبر مديري الموارد البشرية لأكبر الشركات في كل المغرب.

نعم، يخشى العديد من الموظفين وأيضا أرباب العمل من العودة إلى مكان العمل … لقد اعتاد الموظفون لأسابيع على أساليب العمل الجديدة: العمل بمفردهم، في هدوء، الاجتماع من خلال ندوات جماعية من غرفهم الخاصة، والعديد الان يطرحون التساؤل التالي: ماذا نفعل بهاته العادات الجديدة؟ يتعلق الأمر قبل كل شيء بمحاولة إيجاد توازن،  بين العالم من قبل، والذي نعيشه والعالم من بعد، العودة ستتطلب منك مثلما تطلبه منك ايضا الحجر الصحي، نوعا من المرونة، أن تتفاعل مع الأمر وتكون قادرا على التكيف.

البعض منا، اكتشف جوانب أخرى من شخصيته مثل روح المبادرة، او روح القيادة وما إلى ذلك. من المهم أن يقوم الجميع ، قبل العودة إلى المكتب، بتقييم اكتشافاتهم وتحديد النقاط الشائكة والمفاجآت الجيدة والأفكار المثيرة للاهتمام التي ظهرت ولما لا، مشاركتها مع مسؤولي الموارد البشرية داخل الشركة حيث يعملون، ويجب علينا ان نعي قبل كل شيء أن ما ينطبق في سياق ما ليس بالضرورة يمكنه النجاح في سياق آخر.

أما بالنسبة للمسير، فسيتعين عليه أن يعطي معنى جماعيا للتجربة التي مر بها فريقه، ويجب عليه أن يضع في اعتباره أن الحجر الصحي لم يكن بمثابة عطلة، وعليه ان يشجع على تنظيم اجتماعات جماعية، ان يجد وقتا لمشاركة الجميع ما يحدث، لأن الجميع مر من نفس الحدث الجديد بما في ذلك المدير المسؤول، التحدي يكمن في امكانية التعبير عن التجربة الفردية لكل شخص مع الحجر الصحي، مما سيجعل الفرد يشعر بحمل اقل وفهم ما الذي يحمله على عاتقه وهو يعود من جديد وبالتالي سهولة فهم افضل لمشاعر وردود الفعل المستقبلية لكل منهم.

نترك لك كلمة اخيرة لقراء مجلة فرح ونود منك ان امكن ان تهدينا بعض النصائح للعودة للحياة الطبيعية تدريجيا ما بعد الحجر الصحي مع استمرار الوقاية الصحية طبعا

اود اولا ان اقدم الشكر لمجلة فرح لكل ما تقدمه لقرائها

حياتنا التي ستاتي بعد الحجر الصحي لن تكون تماما مثل حياتنا قبله، هي حقبة علينا خلالها ان نتعلم كيف نتعايش مع الفيروس ما دام ليس هناك لقاح الى حد الان وبكل تأكيد كلنا نتساءل كيف سيكون شكل الحياة بعد الان، انصح كل شخص ان يتصور مستقبلا افضل ، ان يضع اهدافا يطلب البلوغ لها وذلك لنعيش هاته الفترة بشكل سليم وبالأخص نعيشها بكل أمل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى