أليس الاعتراف فضيلة؟
سأعترف إذن.
سأعترف بأنك نجحت في ما لا ينجح فيه سوى ساديّ نرجسيّ منحرف في ساديةِ نرجسيّته.
أسوأ ما قد يصيب المرء هو انحراف نرجسيته.
انحراف النرجسية يفضي إلى النفاق والأنانية المتوحشة وسحق الآخر.
وقد اكتفيتُ من كل ذلك.
الحب ليس محكمة تفتيش.
وليس رهان قوة.
وليس إثباتاً لشيء غير الإنسانية الأصيلة فينا.
يمكنك الآن أن تلعبي دور الضحية ما شئت.
ويمكنك أن تنعتيني بما شئت.
لم أعد أعبأ.
لقد اكتفيتُ حقاً. اكتفيتُ من الاتهامات والصفعات والليالي الحزينة البيضاء.
اكتفيتُ من إدارة خدّي الأيمن كلما احمرّ الخدّ الأيسر.
احمرّت الوجنتان، وتعبتُ، ولم يعد للركض فسحة في المشانق التي تنصبين في كل حين.
أليس الاعتراف فضيلة؟
أعترف إذن أنني تعبت.
الحب ليس ساحة وغى، وليس له أن يكون تفريغاً للعقد النفسية والاختلالات العاطفية.
العبي دور الضحية كيفما شئت، واتهميني بما لم يُتَّهَم به أحد من الأنبياء. لكنني لست نبيّاً، وبالتالي فمن حقّي أن أتعب من جحودك ومشانقك…
تعبت من استصغار نفسي وأنا أعتذر عمّا لم أقترفه.
وتعبت من تبرير تصرفاتي.
وتعبت من أجواء الاستنطاق البوليسية.
أليس الاعتراف فضيلة؟
أعترف إذن،،، بأنني تعبت.