تحت شعار “زرع الأعضاء في المغرب: رهانات وتحديات وآفاق”، احتضنت مدينة بني ملال مؤخرا أشغال الندوة الدولية الأولى حول التبرع بالأعضاء وزراعتها.
وتطرق رئيس الندوة الدولية حول التبرع بالأعضاء وزرعها، محمد مرزوقي، إلى أهداف تنظيم هذا الحدث على مستوى جهة بني ملال-خنيفرة، وكذا طموحات المنظمين في ما يتعلق بتسليط الضوء على رهانات التبرع بالأعضاء وزرعها على المستويين الوطني والدولي.
وصرح البروفيسور مرزوقي بأن التكفل بالمرضى المصابين بأمراض غير معدية مرتبطة بفشل أو قصور عضو ، يشكل عبئا اقتصاديا كبيرا على المنظومة الصحية وعبئا ماليا كبيرا على المرضى، لذلك يبقى زرع الأعضاء العلاج الأمثل لهؤلاء المرضى من خلال تمكينهم من مستوى معيشي جيد مرتبط بانخفاض كبير في تكاليف العلاج، بالإضافة إلى إدماج اجتماعي ملائم.
ويضيف أن زراعة الأعضاء في المغرب، لا يزال مجالا يبحث عن شق طريقه في وقت لا يزال تنفيذه وتطويره بعيدين جدا عن الأهداف المتوخاة، لذلك فإن هذه الندوة تعد مناسبة مثالية لدراسة وتقييم هذه النقاط والخروج برؤية استراتيجية يقترحها صناع القرار.
ويؤكد رئيس الندوة أن الهدف الأساسي لهذا الحدث هو مناقشة وضعية ورهانات والتحديات الطبية والتقنية للتبرع بالأعضاء والأنسجة على المستوى الوطني والدولي عبر دعوة خبراء من مختلف الآفاق، معتبرا أن الندوة تشكل فرصة لتبادل الآراء بينهم ومناقشة الآفاق العلاجية الجديدة المبتكرة في هذا المجال، وتقييم دور البحث العلمي سواء الأساسي أو السريري في تطوير وتحسين مجال الطب.
وفي سياق موضوع التبرع بالأعضاء في المغرب، يشير مرزوقي إلى أنه على المستوى التشريعي، يسعى المغرب جاهدا إلى تعزيز ترسانته القانونية والتنظيمية لمواجهة التحديات التي تواجهها المنظومة الصحية الوطنية في مجال التبرع وزرع الأعضاء بغية تلبية احتياجات المرضى الذين يتطلعون لزرعها، موضحا أن القانون رقم 16-98 الذي ينظم التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية وأخذها وزرعها يحدد طريقتين للتبرع، واحدة يقوم بها متبرع حي وأخرى من شخص متوفى.
ويسجل رئيس الندوة أن هذا التبرع تحكمه ثلاثة مبادئ رئيسية: الموافقة المسبقة، والتبرع المجاني، وعدم الكشف عن هوية المتبرع والمتلقي، ويشترط هذا القانون أن تتم عملية إزالة الأعضاء في المستشفيات العمومية المرخصة من قبل وزارة الصحة وبحضور قاض وطبيبين.
أما بخصوص الجانب المفاهيمي للتبرع بالأعضاء، يضيف مرزرقي، أن هناك بعض الدراسات التي تناولت هذا الموضوع، أظهرت أن غالبية المشاركين المؤيدين للتبرع بالأعضاء بعد الوفاة كانوا أساسا بدافع التضامن أو لأسباب دينية وثقافية.
وحول تطور هذا المجال بالمغرب، يعتبر مرزوقي أنه على الرغم من الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة في هذا المجال، إلا أن نشاط التبرع بالأعضاء وزرعها بالمغرب لا يزال يواجه العديد من المشاكل خصوصا ذات الطابع المالي، مضيفا أن هذا النشاط لا يستفيد من طرق تمويل خاصة تسمح بتمييزه عن أنشطة علاجية أخرى. كما يبقى التحسيس وخبرة العاملين في القطاع الطبي إحدى النقاط التي تستحق أن تحظى بعناية أفضل.