في إطار مشروع “تقوية القدرات للحفاظ على التراث الوثائقي بالمغرب 2023-2026″، تسلمت مؤسسة أرشيف المغرب، الأربعاء بالرباط، معدات جديدة مخصصة للحفاظ على التراث الوثائقي.
ويهدف هذا المشروع، الممول من طرف جمهورية كوريا وتنفذه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، إلى تعزيز شبكات تبادل المعرفة على المستوى الدولي والتحسيس بأهمية التراث الوثائقي في إفريقيا والمنطقة العربية، فضلا عن تشجيع التعاون بين المؤسسات التي تعنى بالذاكرة.
ويسعى المشروع كذلك إلى الحفاظ المستدام على التراث الوثائقي في المغرب، كما يروم تحديث وترميم وحفظ الأرشيف وتحسين تدبير الوثائق العامة والأرشيف.
وفي هذا الصدد، أكد المدير العام لـ “أرشيف المغرب”، جامع بيضا، أن هذا البرنامج يوفر المساعدة المالية لاقتناء المعدات، ويضمن تكوينات ودورات تدريبية لموظفي “أرشيف المغرب”، مضيفا أن المؤسسة انخرطت في برنامج المساعدات الخاص بالحكومة الكورية “المساعدة التنموية الرسمية”، الذي يشرف عليه الأرشيف الوطني الكوري والموجه إلى البلدان النامية.
وذكر المتحدث أنه من المقرر تنظيم دورة تدريبية وبناء القدرات تحت شعار “بناء القدرات في مجال إدارة السجلات الرقمية العامة” في الفترة من 14 إلى 23 أكتوبر المقبل بكوريا، بمشاركة إطارين من “أرشيف المغرب” في هذه الدورة.
من جانبه، أوضح مدير مكتب اليونسكو الإقليمي لمنطقة المغرب العربي، إريك فالت، أن الهدف من مشروع “تقوية القدرات للحفاظ على التراث الوثائقي في المغرب 2023-2026” هو ضمان الحفاظ المستدام للأرشيف الذي يحتفي بثراء وتنوع التاريخ المغربي.
وبعد أن اعتبر أن التعاون بين المغرب وجمهورية كوريا واليونسكو بمثابة ثمرة رؤية مشتركة لمستقبل يتم فيه الحفاظ على تراثنا الوثائقي للأجيال القادمة”، أشار المسؤول الأممي إلى أن “أرشيف المغرب” نجحت في توفير بيئة مواتية للتعاون والابتكار.
أما سفير كوريا بالمغرب، يونجيان يون، فأكد، بدوره، على أن “الأرشيف مورد حيوي يساعدنا على فهم ماضينا والتحضير للمستقبل”، مشددا على الدور الرئيسي الذي تلعبه هذه الأرشيفات في الحفاظ على الهوية.
وأشار الدبلوماسي الكوري إلى أنه بالنسبة للمغرب، البلد العريق، فإن الحفاظ على أرشيفاته وترميمها يشكل تحديا كبيرا، مذكرا بأن الاعتراف بأهمية الوثائق التاريخية والحفاظ عليها واستخدامها سيساهم في تطوير الثقافات والمجتمعات.
هذا، ويشار إلى أن المهمة الرئيسية لمؤسسة أرشيف المغرب، تتجلى في صيانة تراث الأرشيف الوطني، وتكوين أرشيفات عامة وتنظيمها وتيسير الاطلاع عليها لأغراض علمية أو ثقافية أو اجتماعية أو إدارية.
