في إطار أشغال الدورة 53 لمجلس وزراء الاعلام العرب، تم اختيار المغرب بالإجماع لاحتضان مقر المرصد والمنصة المدمجة للتدقيق في كل الحمولات الإعلامية التي تهم العالم العربي، وذلك خلال أشغال الدورة الـ53 لمجلس وزراء الاعلام العرب.
وخلال ندوة صحفية عقدت عقب اختتام أشغال هذه الدورة، التي استضافتها المملكة ما بين 19 و21 يونيو الجاري، أوضح السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، أن اختيار المغرب لاحتضان هذه المنصة جاء من منطلق تجربته في هذا المجال، مشيرا إلى أن هذه الآلية تهدف إلى تسخير كل وسائل الإعلام وتكنولجيات الاتصال، من أجل رصد كل ما يهم العالم العربي، من حيث المحافظة على قيمه، ونشر مبادئ التسامح والاعتدال ومحاربة التطرف، وكذا كل ما قد يسيء إلى المجموعة العربية.
وأكد أن هذه الآلية من شأنها إعطاء بعد فعلي للخطة الإستراتيجية للتحرك العربي، التي تكتسي بعدا مهما في التعامل، بالخصوص مع القضية الفلسطينية، وكذا مع القضايا المرتبطة بتثمين الذاتية والموروث العربي ومحاربة الإرهاب، وتمكين الخبر العربي من التداول على أوسع نطاق، مسجلا أن استحداث هذا المركز مكسب مهم من شأنه جعل خطة التحرك العربية ذات فعالية وجدوى ونجاعة.
واعتبر أن هذه الدورة،كانت من أهم الدورات في مسيرة العمل العربي المشترك، لأنها كانت غنية وذات بعد شمولي، سيما وأنها تناولت جملة من القضايا فضلا عن تلك التي دأبت هياكل مجلس وزراء الإعلام العربي على دراستها، من قبيل القضية الفلسطينية، والقدس، وتفعيل الإستراتيجية الإعلامية العربية.
وأوضح أن الهدف الرئيس لهذه الدورة تمثل في إعطاء بعد عملي وملموس لكل هذه التوجهات الاستراتيجية لوزراء الإعلام العرب، مشيرا إلى أنه في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية تم التأكيد على حشد كل الإمكانات والوسائل لإيلاء المزيد من الاهتمام والحركية للتفاعل مع هذه القضية، ولاسيما قضية القدس الشريف.
وسجل أن مبادرة تنظيم الندوة الدولية حول “دور الإعلام في دعم الهوية الحضارية للقدس الشريف”، بمبادرة من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ووكالة بيت مال القدس الشريف، على هامش اجتماعات وزراء الإعلام العرب، أعطت زخما قويا لهذا التوجه، ومثلت فرصة لإبراز جهود وكالة بيت مال القدس الشريف التابعة للجنة القدس التي يترأسها جلالة الملك محمد السادس، والتي تقدم من خلال مشاريعها ومبادراتها العمرانية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والاستشفائية نموذجا للتضامن الملموس على أرض الواقع.
ومن بين الأمور الأخرى التي تناولتها هذه الدورة، الخطة التنفيذية لمحاربة الإرهاب، حيث شدد خطابي على أن هذه الخطة ذات أهمية كبيرة لكون الاستراتيجية الإعلامية العربية الخاصة بالإرهاب كانت قد استوفت مدتها، وبالتالي كان من الضروري وضع خطة مستقبلية بالتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
كما تم خلال هذه الدورة، التداول في موضوع التصنيف الدولي للألعاب الإلكترونية، وذلك من باب حرص وزراء الإعلام العرب على الاهتمام بالقضايا التي تهم الرأي العام والشرائح المجتمعية بشكل مباشر.
وفي الجانب التنظيمي، أكد خطابي، أن رئاسة المغرب لهذه الدورة، ممثلا في شخص وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، تكرس الجهود التي تقوم بها المملكة في مجال العمل الإعلامي خاصة، والعمل العربي المشترك بصفة عامة، مضيفا أن هذه الدورة “ستكون واعدة بفضل الخبرة التي راكمها الإعلام المغربي سواء على المستوى العمومي أو الخاص”.
يذكر أن برنامج الدورة 53 لمجلس وزراء الاعلام العرب، تضمن كذلك، بحث سبل مواصلة الدعم الإعلامي للقضية الفلسطينية وفي صلبها القدس المحتلة، ومتابعة خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج بما في ذلك مشروع المرصد والمنصة المدمجة.
كما بحث هذا اللقاء الوزاري تحديث الاستراتيجية الاعلامية العربية ووضع خطتها التنفيذية، وتنفيذ أهداف الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030، وإدراج مادة التربية الإعلامية في المناهج التعليمية، والإعلام البيئي، ووضع استراتيجية موحدة للتعامل مع شركات الإعلام الدولية.