في الوقت الذي حاولت فيه أطراف عدة تشويه وتحريم احتفالات بيلماون الذي تشهده جهة سوس خلال أيام عيد الأضحى من كل سنة، أعلنت إدارة “بيلماون الكرنفال الدولي لأكادير”، أمس الثلاثاء، عن تنظيم الدورة الأولى لهذا الملتقى الاحتفالي الدولي بمختلف فضاءات مدينة أكادير، خلال الفترة الممتدة ما بين 21 و23 يوليوز الجاري، والذي يجمع بين التراث الشعبي المغربي والأقنعة التنكرية والمجسمات الإبداعية في فضاءات متعددة من المدينة.
وفي بلاغ توصلت مجلة فرح بنسخة منه، أوضح مركز سوس ماسة للتنمية الثقافية المنظم لهذا الحدث، أن هذه التظاهرة التي تأتي بمبادرة من مجلس جماعة أكادير وتنزيلا لبرنامج عمل الجماعة 2022-2027، وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس جهة سوس ماسة، تشهد في نسختها الأولى مشاركة فرق التراث الشعبي المغربي إلى جانب فرق شخوص بيلماون بأقنعتها وأزيائها التنكرية، والممثلة لجمعيات أكادير الكبير، علاوة على المجسمات الإبداعية.
وتترجم هذه المشاركة الواسعة، حسب البلاغ، انخراط الجميع في لوحات شيقة، تتخللها مسابقة للمجموعات الكرنفالية للظفر بجوائز أفضل العروض، وتستلهم الدورة الأولى لهذه الفرجة الجماعية تأسيسها من حرص القائمين على الشأن المحلي بالمدينة والجهة على الحفاظ على الموروث الثقافي الأمازيغي وتقويته باعتباره هوية مشتركة لجميع المغاربة، والتي تجد أرضية خصبة في مجال سوس وأكادير عاصمة الثقافة الأمازيغية.
وأكد المصدر أن إدارة بيلماون: الكرنفال الدولي لأكادير تسير وفق توجه مجلس جماعة أكادير وشركائه وسعيهم ليكون هذا الموعد السنوي فرصة لتشجيع البحث العلمي في موضوع الأنشطة الكرنفالية والفرجوية، وذلك عبر تنظيم ندوة دولية تشتغل على المشترك بين ممارسة بيلماون بالمغرب مع باقي التجارب والممارسات المماثلة في دول حوض البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا، وذلك بمشاركة باحثين مغاربة ومتخصصين دوليين في كرنفالات عالمية.
كما يتعزز هذا التوجه، يقول المصدر ذاته، بتنظيم ورشات للصناعة اليدوية للأقنعة وتهيئ جلود الحيوانات من الماعز والأكباش وذلك لتربية الناشئة على الاهتمام بهذا الموروث التراثي اللامادي وتشجيع الحرف اليدوية ذات الصلة بالكرنفال، كما يتعزز بتقديم نفحات من ذاكرة هذه الممارسة المتجذرة في التاريخ بتنظيم معرض للمجسمات وصور توثيقية لاحتفالات بيلماون.
وأشار البلاغ، إلى أن إدارة “بيلماون؛ الكرنفال الدولي لأكادير”، عملت على إبراز أهمية العمق الأفريقي للمغرب عبر إشراك أفارقة جنوب الصحراء في فقرات الكرنفال كممارسة ثقافية شعبية تمتد إلى بلدان شمال وغرب الصحراء، وتعزيزا للتعايش القائم بين الثقافات في إطار من التسامح والعيش المشترك، يشارك السواح الأجانب في هذا المحفل الفرجوي، يورد المصدر.
وخلص البلاغ إلى أن إدارة “بيلماون : الكرنفال الدولي لأكادير”، وهي تعلن عن ميلاد هذا الموعد الثقافي والفني السنوي، منكبة على وضع اللمسات الأخيرة على هيكلتها، وذلك بعد أن وقع الاختيار على الدكتور أحمد صابر مديرا لها، ويجري التحضير لمختلف الفقرات عبر المدراء التنفيذيين وباقي المسؤولين، على أن يعلن لاحقا في ندوة صحافية عن هيكلة الإدارة وعن أرضية وبرنامج هذا الكرنفال الجديد.