تحت شعار”16 يوما من النشاط ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي”، تتواصل بفضاء نزهة حسان بالرباط، فعاليات حملة “قرية المساواة”، التي افتتحت السبت الماضي.
وتعكس هذه المبادرة، التي تندرج في إطار فعاليات الدورة 33 لحملة الأمم المتحدة، الالتزام العالمي بوضع حد للعنف القائم على النوع الاجتماعي.
كما تجسد توحيد الأصوات وتعبئة الجهات الفاعلة في المجتمع حول سبل الوقاية والتوعية والتكفل بالناجيات ضحايا العنف.
ويشمل برنامج فعاليات”قرية المساواة” أوراش عمل تثقيفية للتوعية بتنوع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي وطرق التعامل معها، وعروض ثقافية وفنية ورياضية.
وتعد هذه التظاهرة، التي تشهد مشاركة مؤسسات عمومية ومنظمات المجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة، مناسبة تتيح للزوار الاطلاع على مؤشرات تتعلق بالظاهرة وبسبل مواجهتها.
كما تتيح لهم فرصة التعرف على الجهود المبذولة لمكافحة هذا الانتهاك الخطير لحقوق الإنسان الخاصة بالمرأة.
تفاقم الوضع
وبهذه المناسبة، ذكر إيريك فالت، مدير مكتب اليونسكو لدى الدول المغاربية، أن المجتمع الدولي مازال يدق ناقوس الخطر منذ 33 عاما حول “الوضع المقلق” للعنف ضد المرأة.
وأشار إلى أن الأرقام المرعبة حول العنف ضد المرأة تكشف تفاقم الوضع، مسجلا أن امراة واحدة من بين ثلاث وقعت ضحية للعنف الجسدي أو الجنسي.
وفي ضوء الإحصائيات التي تظهر إحجام النساء والفتيات ضحايا العنف عن التبليغ، و” الشعور بالذنب”، شجع فالت النساء المعنفات على طلب دعم كل المصالح المختصة.
كما شجع المسؤول الأممي على زجر هذا النوع من العنف وعدم التسامح مع مرتكبيه.
“قرية المساواة” توعية للعموم بمخاطر العنف ضد المرأة
وبخصوص إطلاق “قرية المساواة”، أوضح فالت أنها تروم الانفتاح على العموم وتحسيس وتوعية الشباب والأطفال، بمخاطر هذه الآفة.
وحذر من التداعيات الخطيرة للعنف ضد المرأة والفتيات، والتي تتجاوز الضحايا لتشمل أسرهم ومحيطهم والمجتمع بأسره.
محاربة العنف ضد المرأة أولوية وطنية
من جهتها، أكدت الكاتبة العامة للمندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان، فاطمة بركان، أن محاربة العنف ضد المرأة، تعد من الأولويات الوطنية.
وذكّرت بالأشواط الكبيرة التي قطعها المغرب في حماية حقوق النساء والفتيات ومكافحة العنف.
وعلى خلفية الإحصائيات التي تظهر مستويات عالية من العنف النفسي والاقتصادي والجنسي، سجلت بركان أن الظاهرة مازالت تشكل تحديا مقلقا رغم الجهود المبذولة.
وأبرزت المتحدثة أن هناك مشروع لبناء مركز للتكفل بالنساء ضحايا العنف، بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة وصندوق الأمم المتحدة للسكان.
وأشارت إلى أن دراسة الجدوى المتعلقة بهذا المشروع قد تم الانتهاء منها.
والحري بالذكر أن الحملة الأممية “16 يوما من النشاط ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي”، توافق 25 نونبر من كل عام الموافق لليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، ويتواصل حتى 10 دجنبر الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الإنسان.