الزربية الرباطية والسلاوية..الزربية الحضرية الفاخرة ..نساء ينسجن الزمن
يتطلب صنع زربية رباطية سلاوية ما بين شهر وشهرين من العمل
يسود التنافس بين ساكنة سلا والرباط فيما يرجع لأصل هذه الزربية. بالنسبة لساكنة الضفة اليمنى فإن أصلها هو مدينة سلا ومنها كانت تحمل إلى الرباط على القوارب من أجل دمغها. وبدافع الرغبة في الاقتصاد، شرع أهل الرباط في فتح ورشات إنتاج بالمدينة. وهكذا تحولت الزربية السلاوية الشهيرة إلى زربية رباطية. ولتكن قادمة من الضفة اليسرى أو اليمنى من وادي أبي رقراق، فهذا لا ينتقص شيئا من قيمتها أو جمالها. إنها الزربية الحضرية بكل امتياز. يتطلب صنع زربية رباطية سلاوية ما بين شهر وشهرين من العمل. وتتباين أسعارها بحسب قوة الشد والمواد الأولية المستخدمة فيها. هناك نوعان من الزربية، الزربية الممتازة والراقية. الأولى 160000 عقدة في المتر المربع، يمكن تشبيهها بفستان بخياطة فارهة بتوقيع مصمم عالمي حاملة لعلامة جودة مختومة، والثانية 90000 عقدة في المتر مربع يمكن تشبيهها بفستان جاهز للاقتناء.
إن زربيتنا الممتازة هي الأغلى سعرا في سوق العرض، حيث يتراوح ثمن المتر مربع الواحد منها ما بين 1200 إلى 1500 درهم. إنها مجهزة على أساس الصوف السداة والنسيج لا غير، في حين أن الزربية الراقية يتراوح سعرها ما بين 600 و800 درهم للمتر المربع الواحد، وهي مصنوعة على أساس خليط من القطن السداة والصوف “النسيج”.
إن تدني الإقبال، وجشع الوسطاء وأصحاب متاجر التحف، وغياب قانون تنظيمي للقطاع، ومنافسة الزربية الاصطناعية، وغياب الرؤية والمنظور المستقبلي، كلها عوامل تدفع عدداً كبيراً من الصانعات التقليديات لترك هذه الحرفة. وفي غياب أية مبادرة ستختفي الزربية الرباطية السلاوية من الوجود. وباختفائها سيكون جزء مهم من التراث المغربي عرضة للضياع إلى الأبد.