تعد القهوة على اختلاف أنواعها، المشروب الصباحي المفضل لجل الأشخاص في وقتنا الراهن؛ نظراً لفوائدها التي أثبتت علميا وفي دراسات سريرية، حيث أن شرب القهوة بكميات محددة له تأثير إيجابي على الجسم، ولكن يجب التنويه أيضاً إلى أن الإفراط في شربها له تأثير عكسي على صحة الإنسان.
وفي هذا الشأن، نشرت مجلة علم الغدد الصماء والأيض السريري التابعة لجمعية الغدد الصماء الأمريكية، دراسة حديثة مفادها أن تناول الكافيين باعتدال وبشكل منتظم يحد من خطر الإصابة بالأمراض القلبية الاستقلابية المتعددة.
ويعني ذلك حدوث متزامن لاثنين على الأقل من أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية.
وأكد المؤلف الرئيسي للدراسة، تشاوفو كي، في هذا الصدد، أن تناول ثلاثة فناجين من القهوة أو 200-300 ملغ من الكافيين يوميا يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب الاستقلابية لدى الأفراد، الذين لا يعانون من أمراض القلب الاستقلابية.
وأبرز كي، الحاصل على دكتوراة في الطب من قسم علم الأوبئة والإحصاء الحيوي بكلية الطب في جامعة سوتشو في الصين: أنه بالمقارنة مع غير المستهلكين للكافيين أو المستهلكين الذين يتناولون أقل من 100 ملغ من الكافيين يوميا، فإن مستهلكي كميات معتدلة من القهوة (3 فناجين يوميا) أو الكافيين (200-300 ملغ يوميا) لديهم خطر إصابة أقل.
واعتمد أصحاب الدراسة في النتائج، التي توصلوا إليها، إلى بيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهي دراسة كبيرة ومفصلة شملت أكثر من 500 ألف مشارك تتراوح أعمارهم بين 37 و73 عاما، بينما اسبعدت الدراسة الأشخاص الذين قدموا معلومات غير واضحة حول استهلاك الكافيين.
وبلغ مجموع المشاركين إلى 172315 شخصا لم تكن لديهم أمراض القلب والأوعية الدموية في بداية الدراسة لتحليل استهلاك الكافيين، و188091 شخصا لتحليل استهلاك القهوة والشاي.
وتم تقييم نتائج أمراض القلب والأوعية الدموية للمشاركين باستخدام التقارير الذاتية، وبيانات الرعاية الأولية، وبيانات المرضى الداخليين المرتبطة بالمستشفى، وسجلات تسجيل الوفيات المرتبطة بالبنك الحيوي في المملكة المتحدة.
وارتبط استهلاك القهوة والكافيين على جميع المستويات عكسيا بخطر الإصابة بالأمراض القلبية الاستقلابية المتعددة لدى المشاركين الذين لا يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية.
وخلصت نتائج الدراسة إلى أن أولئك الذين أبلغوا عن استهلاك معتدل للقهوة أو الكافيين كانوا أقل عرضة للخطر.