بعد نحو شهر ونصف على رحيل زوجها ورفيق دربها على الخشبة والشاشة، أنطوان ملتقى، ودعت الممثلة والمخرجة المسرحية والتلفزيونية اللبنانية، لطيفة ملتقى، الحياة، أمس الثلاثاء في بيروت، عن عمر ناهز الـ 92 عاماً.
وفي تأكيد للخبر، صرح نجل الراحلة التي ولدت في 16 من يونيو سنة 1932، المؤلف الموسيقى وعازف البيانو، زاد ملتقى، أن الوضع الصحي لوالدته “لم يكن مستقراً في الأسابيع الأخيرة، والخميس الفائت دخلت في غيبوبة”.
وأضاف “أبقيناها في المنزل ووفرنا لها الرعاية الطبية اللازمة، وتوفيت اليوم (الثلاثاء 9 أبريل 2024) في سريرها”.
وأوضح زاد أن الفقيدة التي ستتم مراسم جنازتها يوم الجمعة، لم تتحمل وفاة زوجها، المسرحيّ أنطوان ملتقى خلال فبراير الفائت، مشيرا إلى أنها كانت دائما تقول “أريد أن أرحل، وهي بكامل وعيها وواظبت على سؤالنا عنه”.
وذكر زاد ملتقى أن والدته، التي مارست مهنة المحاماة حتى سنة 1965، كانت منذ خمسينات القرن العشرين تجسّد مفهوم المساواة بين المرأة والرجل، حيث قال في هذا الصدد؛ “في بيتنا لم نشعر يوماً أن المرأة أقل شأناً من الرجل، إذ أن والدتي شكّلت نموذجاً عن المرأة القوية”.
هذا، واشتُهِرَ الزوجان باشتراكهما في الترجمة والاقتباس لعدد من أبرز الأعمال العالمية، وذاع صيتهما شعبياً بدوريهما في المسلسل التلفزيوني “عشرة عبيد زغار” في منتصف سبعينات القرن العشرين، قبل أن تتوالى أعمالهما المشتركة، ولعبا أدوراً تأسيسية مهمة في المسرح اللبناني.
وفي يوم وفاة أنطوان ملتقى، صرح نقيب ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون السابق الكاتب والممثل جان قسيس، أن “البدايات المسرحية لأنطوان ولطيفة كانت مع منير أبو دبس الذي حمل إلى لبنان من فرنسا طلائع المسرح الحديث”، إذ أسسا معه عام 1960 معهد التمثيل الحديث، قبل أن يستقلا في وقت لاحق ويؤسسا حلقة المسرح اللبناني، إذ سينبثق عن هذه الحلقة عام 1967 محترف المسرح الاختباري “الذي استقطب الكثيرين من عشاق المسرح وطلاب التمثيل وقدمت فرقته أعمالاً عدة
ومن أبرز المسرحيات التي اقتبسها أنطوان ولطيفة ملتقى أو ترجماها أو أخرجاها أو شاركا في التمثيل فيها “ماكبِث” و”ريتشارد الثالث” لشكسبير و”أوديب ملكا” و”أنتيغون” لسوفوكليس، و”الذباب” لجان بول سارتر و”عرس الدم” لغارسيا لوركا و”سوء تفاهم” و”كاليغولا” لألبير كامو.
وخلال العام 1980، أسس الزوجان “مسرح مارون النقاش”، على اسم رائد المسرح العربي، وهو معدّ لمختلف إختبارات الفضاء المسرحي. وفي هذا السياق، أكد قسيس أنه “كان أول مسرح مفتوح في لبنان، وكسرا من خلاله معادلة الجدار الرابع الذي أرساه المسرح الكلاسيكي”.
وبالموازاة مع ذلك، تولت لطيفة ملتقى التدريس في الجامعة اللبنانبة منذ إنشاء معهد الفنون الجميلة (قسم التمثيل) سنة 1965، إلى أن حصلت على التقاعد سنة 1996.