المعرض الدولي للنشر والكتاب: ندوة فكرية لتقريب أدباء المهجر من وطنهم الأم

- Advertisement -

أدباء المهجر

وارتأى مجلس الجالية تنظيم هذا اللقاء، خارج فضاء المعرض، وتحديدا ًبمقهى “لاسين-سينما النهضة بالرباط”،بشراكة مع مؤسسة “هبة” و المندوبية العامة بمنطقة “فالونيا-بروكسيل”، دعوة وجوه شابة من المهجر غير معروفة، رغم انها أصبحت تتلمس طريقها نحو الشهرة في بلدان الإقامة، ايمانا منه بأن هؤلاء الشباب يمكن أن يصبحوا خير خلف لخير سلف، ويواكبوا جيل الرواد من الأدباء المغاربة الذين تجاوزت شهرتهم الحدود، وأصبحوا خير سفراء للأدب المغربي المكتوب باللغة الفرنسية.
وبهذه المناسبة، أبرز رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج السيد ادريس اليزمي، في تصريح للصحافة ، أن تنظيم هذا اللقاء هو مناسبة من أجل بحث سبل تقريب هؤلاء المبدعين الشباب من بلدهم الأم ،وتقريبهم من الجمهور المغربي الذي لا يعرف شيئاً عنهم وعما ينتجون“.
وقال السيد اليزمي “لا يعقل أن ننتظر خمسين سنة من الآن لقراءة كتب مترجمة الى العربية لشباب مغاربة ولدوا بالمجهر ويكتبون باللغات الفرنسية او الإسبانية او الإيطالية أو الألمانية، كما حدث في السابق“.
وتابع “إننا لم نعد في سياق ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، أيام الرواد الأوائل أمثال ادريس الشرايبي،ومحمد خير الدين، وادمون عمران المالح ومحمد لفتح،الذين كتبوا بالفرنسية”، مسجلا أن المواهب الشابة المغربية في بلدان المهجر، تشترك في أصلها المغربي مع هؤلاء الرواد وتظهر ارتباطًا كبيراً لا يمكن إنكاره مع ارض الأجداد.
أدباء المهجر
ودعا في نفس السياق، إلى العمل بعد المعرض الدولي للكتاب على إنجاح هذا الورش المتعلق بتقريب أدباء المهجر من القارئ المغربي وبلدهم الأم“.
في سياق متصل، أكدت رشيدة لمرابط، كاتبة بلجيكية من أصل مغربي ،”أن سؤال الهوية، سؤال معقد يتعلق بصعوبة فصل بلد العيش والإقامة عن بلد الأباء والأجداد،” فرغم أنها لا تستطيع الكتابة باللغة العربية، لديها ارتباط ببلدها الأصلي“.
وأشارت إلى أن أصولها المغربية جعلتها تتطرق الى مواضيع أساسية في كتاباتها،من خلال النبش في تاريخ المغاربة الذي قاتلوا إلى جانب الأوروبيين خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية”،مسجلةً ان هذا الجزء من التاريخ الأوروبي يبقى غير معروف لدى الأوروبيين أنفسهم“.
وأكدت بالقول إن “تاريخنا يجب أن نكتبه بأنفسنا ونطلع الآخرين عليه“.
من جانبها، أشارت ياسمينة الدويب مخرجة مسرحية ومهتمة بالأدب الإسباني أن هذا اللقاء الذي ينظمه مجلس الجالية هو بمثابة النبش في مغربيتي“.
وذكرت الشابة التي ولدت في بلجيكا من أب مغربي وأم بلجيكية، أنه من خلال عملها في المسرح والإخراج، كانت مدعوة دائما الى تجسيد الشخصية المغربية العربية في مسرحياتها،التي ظلت جزءا من شخصيتها”، معتبرة أن الفرصة الآن مناسبة، لإيلاء الاهتمام بالمغرب والتقرب أكثر إلى عاداته وثقافته وحضارته“.
يشار إلى أن مجلس الجالية بدأ مشاركاته في المعرض الدولي للنشر والكتاب منذ سنة 2009، ويشارك في هذه الدورة ببرنامج غني ومتنوع يضم أكثر من 70 نشاطاً، ويستقبل ما يناهز مئة مدعو من حوالي عشرين بلداً حول العالم،وستجرى أغلب أنشطة المجلس خارج أروقة المعرض كما جرت العادة.
وتتنوع أنشطة المجلس بين العلوم الإنسانية،والإبداع الأدبي،ويشمل أيضا ولأول مرة برمجة سينمائية من خلال عرض أفلام وثائقية بحضور مخرجيها.