تزامنا مع الاحتفال بشهر التوعية بسرطان عنق الرحم، الذي يتم خلاله تسليط الضوء على التقدم المحرز في مجال القضاء على هذا المرض، أطلق المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط (WHO EMRO) الاستراتيجية الإقليمية للقضاء على سرطان عنق الرحم لشرق المتوسط.
وحسبما جاء في بلاغ صحفي، توصلت مجلة فرح بنسخة منه، فإن هذه الاستراتيجية الإقليمية للقضاء على سرطان عنق الرحم تأتي لتسريع القضاء على سرطان عنق الرحم باعتبارها مشكلة صحية عالمية تبنت فكرة محاربتها الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية في عام 2020.
وتهدف هذه الإستراتيجية وفق نفس البلاغ، إلى القضاء على سرطان عنق الرحم على الصعيد العالمي بحلول عام 2120. كما أنها تحدد الأهداف 90-70-90 التي يتعين تحقيقها بحلول عام 2030 حتى تتمكن جميع البلدان من القضاء على سرطان عنق الرحم.
وحُدِّدَت أهداف الاستراتيجية في تغطية التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري بنسبة 90٪ للفتيات في سن 15، فحص 70٪ من النساء مع بلوغهن سن 35 و 45، ومعالجة 90٪ من النساء المصابات قبل الإصابة السرطان ، و 90٪ من النساء المصابات بالسرطان.
أما بخصوص الإجراءات التي سطرتها الاستراتيجية الإقليمية للقضاء على سرطان عنق الرحم، فتتجلى في خمس إجراءات استراتيجية بالمنطقة تمثلت في تعزيز الوقاية الأولية من خلال توفير لقاح فيروس الورم الحليمي البشري وتحسين التغطية، والإجراء؛ تعزيز فرص القيام بفحص عنق الرحم وعلاجه قبل الإصابة بالسرطان؛ التخفيف من عبء المعاناة التي يسببها سرطان عنق الرحم من خلال توفير خدمات التشخيص المبكر والعلاج وإعادة التأهيل وتوفير الرعاية؛ تعزيز النظم الصحية لضمان تقديم خدمات عالية الجودة بشكل متكامل وفعال وعادل عبر توفير التطعيم والفحص والعلاج وأنظمة المراقبة والتقييم المناسبة والفعالة؛ وتحسين وسائل الاتصال حول أهمية اللقاح وعمليات التوعية بأهمية الوقاية والقيام بالفحص المبكر والعلاج.
هذا، وتمثل الاستراتيجية الإقليمية التزامًا من قبل جميع البلدان والأقاليم في إقليم شرق المتوسط لتقليل عبء المعاناة التي يسببها سرطان عنق الرحم، وذلك من خلال التوعية بأهمية الحصول على اللقاح والقيام بالكشف المبكر والعلاج. لذلك ستعمل منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الدول الأعضاء والشركاء لدعم تنفيذ هذه الاستراتيجية الإقليمية والإجراءات الاستراتيجية للقضاء على سرطان عنق الرحم بجميع أنحاء المنطقة العربية.
جدير بالذكر أن مرض سرطان عنق الرحم يعد مرضا فريداً من نوعه باعتباره من الأمراض غير المعدية التي تنبثق عن عامل معدي. ويوجد نوعان من فيروس الورم الحليمي البشري (16 و 18) المسؤولان عن ولادة ما يقارب 50٪ من سرطانات عنق الرحم عالية الدرجة. وباعتبار أن سرطان عنق الرحم هو أول سرطان تمت محاولة القضاء عليه، فإن الوقاية والسيطرة الناجحة تتطلب جهودًا واسعة النطاق بالإضافة إلى التوعية بخطورته وضرورة التلقيح للوقاية منه.